1.رهان وقتال

280 50 64
                                    

نسمات منعشة حركت خصلاتها بهدوء، نسيم البحر ينعش صدرها ويريحها استنشقته بنشوة بينما تفتح حدقتيها بحماس راقبت المينائ المكتض

لقد عادت السفن مبكرا هذه المرة غير عادتها لا بد أن البحر كان ساخطا منذ مدة أو بالأصح الوحوش كانت كذلك
رغم قلتها في هذا الجانب إلا أنه موسم خروجها في المحيطات وهذا ينطبق على البرية كذلك .

أدلت شفتيها على إبتسامة عندما لمحت الشخص المنتظر، استدارت للخلف لتعدو بسرعة قافزة من أعلى الدرج الخشبي الذي يربط بين المينائ والسوق الذي يعلوه،

تجاوزت الجميع بسرعة تنقض على الشاب أمامها

"اللعنة" صرخت بقهر حينما تجنبها لكنها تداركت الأمر محاولة إسقاطه مجددا
"سيلا لاتحلمي بذلك حتى "
ابتسم بهدوء بينما يتأمل ملامحها الساخطة

"حقا أندرو إنك لمفسد للمتعة"

"متعة كسر ظهري"

"أنا ريشة جميلة، أنظر لاتكن مدللا"
رفع حاجبه بسخرية واضحة بينما يحاول كبت إبتسامته من توسعها
"لا يهم سأفعلها مجددا، لاحقا ليس الآن "
نظرت بجانبية تحلل ردة فعله لكنه ابتسم بهدوء يسبقها بينما يحمل أحد الصناديق الممتلئة سمكا

"عدتم باكرا، لا بد أن الوضع كان شرسا "
أدلت بينما تمرر عينيها على بعض ضحايا الوحوش
"ليست الوحوش هي المشكلة الأساسية "
سكت ينقل نظره إلى حيث تنظر
بحار يتكئ على صديقه بينما يمشي على ساق واحدة والأخرى مفقودة

"بل قطاع طرق كذلك " أكمل

"قراصنة "

"أجل، لقد كان الوضع مأساويا بالنسبة لطاقم جيفري ".

صمتت تواصل تحديقها بالبقية على الأقل لا وجود لموتى
"أمازلتي متمسكة، بقرارك"

"لقد تحدثنا بذلك أندرو " أجابت تذكره
"سيلا القرصنة ليست كما تظنينها "أضاف ببرود مخيف

"إذن سأجعلها كظنوني "
توقفت عن السير تشذره بنظراتها بينما غرق الآخر بعينيها يرى الإصرار بهما، وهو يعرفها حق المعرفة رأسها أصلب من الحجر
ما دام قررت ستفعل مهما حاول إقناعها

"تدرك أنه قد فات الأوان، فاليوم سأحطم رأس ذلك الأحمق وأحصل على حريتي أخيرا"
صرخت سيلا بحماس بينما إشتعلت عيناها جنونا وقوة
لم يعلم من الذي ستحطم رأسه لكنه
رمقها مبتسما ربما يبالغ بقلقه.

_

دخلا الحانة بينما يتبادلان أطراف الحديث، لم تخلو ملامح سيلا من النشاط والدهشة عن رحلة الآخر
هي تعشق البحر وكل ما يتعلق به، لا تدرك السبب أو غايتها من هذا الحب لكنها فضولية، تريد أن تسبح في أعماقه و تغوص في أسراره، تصل للموت لتعود لتضحية جديدة لأجله، تلك كانت متعتها هي لم تلقب بالعاشقة المجنونة هباءا
ليس عشقا للبشر بل عشقا لذلك المحيط الشاسع المزرق.

جنة سيلاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن