2.طريق وعر

135 46 59
                                    

تنظر لتلك الوجوه المتجهمة البعض يبكي والبعض يحاول منعها، نظرت لإميليا التي تتشبث بها تحاول إقناعها
"رجاءا سيلا، فكري مازال هناك أمل، يمكن أن تندمي لاحقا" قالت أختها بينما تزيد من تشبثها

إيميليا هي حفيدة ماجوري الوحيدة كانتا قريبتان في العمر لكن إيمي تعتبر سيلا دائما الطائشة المتهورة منذ الصغر

وربما مازالت كذلك

"إيمي تحدثنا عن هذا كثيرا، لذا رجاءا تمني لي التوفيق"
حدثتها سيلا بينما تمسك كفتيها بين يديها

"ألا وجود لأمل "

نفت الأخرى مصرة لذا عانقتها إيميليا بحزن تدعو لها بالتوفيق وأن تعود لعقلها

ولكنها سيلا

لذا هي فقط بادلتها في محاولة لمواجهة المشاعر التي هاجمتها، هي حقا ستفتقدها بشدة

فصلت العناق تلتفت للبقية، الجميع كان هنا كل المصارعين التي تدربهم جدتها، الأطفال المشاغبون، الصيادون والبحارة وأصدقاءها وماجوري التي كانت تنظر لها بهدوء
وقد لمحت سيلا، طيف من الألم يمر ببؤبؤيها

توجهت نحوها، وقفت تحدق بها

"ماجوري، أنا..."

"لا تبرري، لي أيتها العاق "
قاطعتها بنبرة صارمة ممزوجة بالحزن

" ماجوري، أنا لم أشعر يوما بالغربة، أو النقص منذ أن جاء بي جاسبير إلى هنا وأنا متأكدة أنني لن أشعر بذلك يوما "
صمتت تنظر لها وأكملت

"لكنني أحتاج لهذا، أحتاج للرحيل والمضي بطريقي، واستكشاف نفسي واستكشاف غايتي، لو بقيت هنا سأعيش سعيدة ولكن ليس راضية، لذا رجاءا ماجوري رجاءا جدتي، أنا أحتاج لذلك "

سكتت تحدق بها بأمل وقد لاحظت للتو أن الكل كان ينصت لها بإنتباه لذا قطعت الكبرى الصمت تتنهد بقلة حيلة

"لو حصل لك مكروه، سأقتلك وأرمي بجثتك في ذلك البحر اللعين "
تحدثت ترسل نظرات مشتعلة

إبتسمت سيلا بوسع بينما تقفز تعانقها بشدة
"أنا أحبك جدتي"

شعرت بذراعيها القويين يلتفان حاولها تبادلها، قبلت خدها بشوق لتبتعدا عن بعضهما
والتفتت سيلا للبقية ودعت رفاقها بالتمرين بحرارة، وكادت يدها تكسر من قوتهم حتى وصلت لآران

"إذن يا عاشقة البحر، مبارك فوزك "

تحدث يذكرها بينما يمد يده
تصافحه مقتربة منه
"لقد خسرت عمدا آري "

إبتسم الآخر لتعليقها، بلى لقد فعل شعر بما كانت ترغب به وتتوق له لذا هو فقط يدرك هذا الشعور أكثر من غيره
فمنحها تلك الفرصة التي لم يمنحها له أحد
"ليس تماما، لقد تساهلت معك، لكن سأعترف، أنت قوية "
ابتسمت له
"خذي "
مرر لها صندوقا صغيرا في يدها فتحته بسرعة بينما الجميع لم يكن مركزا معهما بل مع إيميليا التي انهارت، يا للتناقض بين الجدة والحفيدة

جنة سيلاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن