المقدمة " ظننتُني أحلُم "

239 16 19
                                    


يالي مِن أحمق!!!!

استيقظتُ مبكرًا اليوم على غير عادتي، بشعر مُشعثٍ و حلقٍ جاف، ابتلعُ غصتي المريرة عندما تذكرت ليلة أمس.

كانت ذكري رحيل زوجتي العزيزة إلى العالم الآخر وتركتني هنا أنازع الأشباح في أحلامي، كنت أريدُ أن نرحل سويًا، حتى يتسنى لي رؤية عينيها اللامعتان قبل الرحيل و لكن من منا يأخذُ ما يريده من تِلك الحياة، كانت آمالي مُتمحورةٌ حول نظرة، نظرة فقط هي كل ما أردت.

نسيتُ التعريف عن نفسي، أنا أصلان، أصلان قاسم أصلان، كاتب و روائيٌ مشهورٌ في مجتمعيَ العقيم، أبلغُ من العمر أربعين َ عامًا، قد تشعروا بأني ساخطٌ  على كل ما هو حيْ لكنها الحقيقة.

بدأت في الكتابة منذ كنت في الحادية عشر من عمري، كانت قصصًا قصيرة مُبتذلة لا تَحوي أيَّ جديد ، و بدأَت مهارتي تزداد عندما أصبحت في المرحلة الثانوية، و من ثم انتقلت إلى الجامعة و كنت أدرس الأدب هناك، تخرجت و كأي خرِيج كنت أعملُ مع والدي في ورشته المتواضعة إلى حين إيجاد عمل.

لكن حُبي للكتابة قد فاز في النهاية و أصبحت من أشهر الروائيين على مستوى العالم العربي و مازال حُلمي مستمر، و مالزالت طموحاتي تتعالى كل يوم و خيالي المبهر يصور لي أشياءً تستحق أن تُدون و يقرأها الناس، و يستمتعون بلذةِ الأحداث و الشخصيات و ما إلى ذلك.

في بداياتي كنت أكتب الشعر و الخواطر القصيرة ، و لكن في مرحلة ما في حياتي و بالأخص بعدما أتممتُ عاميَ الخامسَ و العشرين، قررتُ تغيير المسار و الإنحراف إلى مسارٍ أكثر تشويقًا و حماسًا.

أُحبُ كتابة كل ما هو خيال، كل ما يُنتجه عقلي الخصبُ من مغامرات و كائنات ليس لها وجود و هذا ما جعلني أنج في مجالي، إختلافي عن الجميع، اختلافٌ يُبهِرُ الجميع حينما أخطُ فقط مقدمةً لرواية جديدة أو الإعلان عن سلسلة جديدة ستكتسح الأجواء.

تلكَ الحياة أخترتها و لم أندم، حياة وسط الكتب و الأوراق و الكثير من الأقلام، و مفكرات و دفاتر تحتوي على ما أُخطط للقادم، كلها أشياءٌ تُشعرني بالطيران، نعم أشعر بأنني أُحلق في سماءٍ بلا غيوم، فقط يغزوها الصفاء و يبدو عليها الهدوء.

حسنًا يكفي إلى هذا الحد، يجب أن اتجه الآن لأنعم بحمامٍ دافئ يُزيل متاعبَ يوم أمس.

خرجت من غرفتي إلى غرفة المعيشة المرتبة بشدة، كل شيء في مكانه و هذه من قوانيني، نظامٌ سِرتُ عليه و انتهجتهُ و أصبح أسلوب حياة.

قالتها لي زوجتي الراحلة : ما نفعُ أن تُرتبَ حياتك من الخارج و الفوضى بداخلك لا تنتهي.

كلاماتها تصدح في أذناي لا تريد التوقف، زفرت ببطئ و خمول و اتجهت إلى المرحاض، و بعد عشر دقائق كنت أحضر الفطور لي و قطيَ الكئيب، نعم اتوقعُ أنه حينما يرى بُئسيَ يملئُ الأرجاء تتغير تعابير وجهه مثلي.

اتجهت إلى الطاولة و أنا أحمل الصحن الخاص بي في يد و اليد الأخرى بها طعام
"شمشون" .

جلست برتابة و إرهاق، و أخذت أفكر في روايتي الجديدة التي تم نشرها منذ أسبوع، سميتها بعنوان  "أطياف وردية" ، للوهلة أولى تعتقد أنها هادئة، أحداثها متوقعة لكنك مُخطئٌ عزيزي، فهي تحكي عن مجموعة من الأطياف  المرعبة و المخيفة و التي حينما تموت تتحول إلى رماد وردي ذا رائحة كريهة .

و من أبرز الشخصيات هو " كوستاس " ،  صاحب الجسد الضخم و العيون البارزة الخضراء و البشرة السوداء الفحمية، و أربعة أجنحه متصلة، و أذنان كبيرتان مسطحتان، و صوت قوي غليظ يُفزع أشجع شخص على كوكب الأرض.

بعد دقائق لا أعلم عددها، سمعتُ صوت مُواء " شمشون " ، بدَى صوته ضعيفًا كأنه ينازع الموت.

نهضت مُسرعًا أبحثُ عنهُ في أرجاء المنزل، حتى وجدتهُ في مكتبيَ الخاص مُلقً على الأرض ينذف الدماء، و روايتي " أطياف وردية" مفتوحةٌ صفحتها الأولى والتى كُتب بها

" أهلا بك في جحيمي، جحيم كوستاس "

و ما جعل أوصالي ترتعد و لم أقوَ على الثبات سماعي لصوت غليظ قوي يأتي من خلفي يقول : مرحبًا أصلان، ألا تعرفني، أنا كوستاس.

꥟꥟꥟꥟꥟꥟꥟꥟꥟꥟꥟꥟꥟꥟꥟꥟꥟꥟

أهلا بيكم في روايتي الجديدة ، دي مقدمة بسيطة كده، و إن شاء الله  بعد الامتحانات هتنزل كل التفاصيل و مواعيد النشر دعواتكم.

قولولي رأيكم في المقدمة، و إي توقعاتكم ليها ♡

كل عام و انتم بخير ♡




تخاريــف 'Where stories live. Discover now