3- عودُ ثِقابٍ يشتعِل

6 2 3
                                    

* الفصل الثالث .

* تخاريف.

𖤛⚋⚋⚋⚋⚋⚋⚋⚋⚋𖤛

٭ ـــــــ حفلةُ شوائي ـــــــ ٭

استيقظت على صرخاتٍ كادت تصُم أُذناي، مكبلٌ في شجرة كبيرة، يقفُ أمامي جميع مخلوقات "جزيرة الفانون" .

فضلتُ الصمت و عدم إبداء ردة فعل على ما يحدث، لا أعرف هل ستكون نهايتي في أحشاء تلك المخلوقات، هل سأعود لعالمي وسط كتبي و مذكراتي و وحدتي، ينظرون إليَّ بشرٍّ أثار في نفسي الرعب.

وجدت "ألماندا" تقفُ مرتكزة على شجرة و تنظر نحوي بخبثٍ، بجانبها يقف " إِكار" تعتلي وجهه الابتسامة ذاتها، أين أفراد " العصبة الوردية ".

سمعتهم يرددون كلمات غريبة، لم أستطع إدراكها :

لحمٌ و دَم.
لا للثقاب.
لحمٌ و دَم.
نموت و نحيَى.
فانين.
لا للثقاب.
نعم للَحم.

استدار مخلوقٌ منهم ينظر نحوي بنظرات خاوية، " ألماندا" تقترب، "إِكار" ظل مكانه، المخلوقات تدور حولي في أجواء تشبه " الهنود الحُمر" .

اقتربت مني "ألماندا" تتحس جبهتي بلسانها اللزج، صفعتني على وجهي، مما جعلني استشيط غضبًا و أسبها بهمسٍ.

شعرت بأنني لَيِّن، تشبيه غريب لكن أوردتي و شراييني أبَت مساندتي، خفقات قلبي تضعُف، أطرافي تتيبس، أجاهد لفتح عيناي ، تلك الأفعى "ألماندا" تلدغني مرة أخرى و لكن في رقبتي.

انتابتني هواجسٌ لا أعلم هل هي حقيقة أم هذا من نسج خيالي، أرى أنني في بيتي، شمشمون يجلس جواري يتلمسني بفرائه الكثيف، رائحة كعكة آتية من المطبخ لابد أنها "هميس" عادت من العمل و تطهو لي كعكة التوت التي أحبها.

جاء صوتها الحنون يناديني: أصلان لقد انتهيت من الكعكة هلُمَّ لتذوقها.

نهضت كطفلٍ ينتظرُ والدته لتكافئه على اللاشيء.

توجهت إلى المطبخ أقف على عتباته انظر إليها، تموجات شعرها تسحرني، تحركاتها، لمساتها لأركان المطبخ، التفتت إلي بتدقيق مغلقة عينيها حتى المنتصف قائلة : ما بِك هيا اجلس قبل أن تبرُد.

همستُ بداخلي بتيه، لا استطيع تفرقةَ هل هذا منزلي أم تلك الملعونة " ألماندا " السبب في ذلك : هميس.

وضعت الطبق على المنضدة أمامي، وقفت بجانبي واضعةً يدها على كتفي تقول : عزيزي هل أنتَ بخير.

تخاريــف 'Where stories live. Discover now