* الفصل الثاني.
* تخاريف.
𖤛⚋⚋⚋⚋⚋⚋⚋⚋⚋𖤛
"هميس"همستُ بها و أنا غارقٌ في كابوسيَ المفزع ، نظرت في أرجاء الغرفة و نصف عيني مغلقًا، كومة الملابس المتسخة تعلو الكرسي المجاور لخزانة الملابس، الشرفة المفتوحة تُدخلُ نسيم هواءٍ أنعشَ خافقي، لطالما وصفته بذلك الوصف، يخفقُ، يضطرب، يتوتر، يحزن، يبتهج و يتراقصُ من الفرح.
لكنه الآن مشتت، انزلت قدمي على الأرضية أتحسسها ببطئ و تأمل، بدأت أتثاءبُ بكسلٍ، قررت النهوض و فتحت ستائر النافذة على مصرعيها، لتدخل الأشعة الدافئة تعطي أجواءً مختلفة للغرفة.
خرجت متجهًا إلى المرحاض و العجيب أنني لم ألحظَ " العصبة الوردية" ، لم أعطِ لهم بالًا و أكملتُ السير إلى وجهتي، و هنا أريد قول شيء لكم، ربما يكون سرًا بيننا، ربما تجدونهُ مضحكًا و لكن يجب عليا الاعتراف به.
افتقدت أحضان والدتي الدافئة ، صوتها اللطيف الذي ينبعُ بالحنان و الأمان، نظراتها الفخورة لي في شتى مراحل عمري ، لحظة وداعي لها و هي تلفظ أنفاسها الأخيرة.
يا إلهي هل يجب على قلبي تحمل ذلك الحزن، ألا يوجد ما يخفف عني و لو القليل؟!
الجميع يرحلُ و يتركونني مذبذبٌ بين تلك الجدران، أولهم أبي و تبعته أمي ربما لم تتحمل العيش بدونه لذلك قررت الرحيل و تركتني وحدي، و آخرهم " هميس" .
لم أُرزق بأخوة و لا بأطفال و لا أحبذُ تكوين الصداقات، بل أنا لا أخرج من المنزل إلا للضرورة، اختلاطي بالعالم الخرجي منعدم، أريد شكر من اخترع مهنة " عامل التوصيل" حقا.
بعضكم قد يصيبه الفضول عن عدم تحدثي عن وجود أشخاص معي، لكن أريد قول كلمتين فقط، أنا وحيد.
لم أستطع تكوين صداقات لانشغالي الدائم في تطوير نفسي و رؤية نجاحي يصعد إلى القمة، زملائي في العمل منافقون، جيراني منافقون، حتى أن بعض قرائي كذلك.
دائما ما كنت أرى أنني لا أليق بشيء، و المقصد من تلك الجملة بأنني أشعر بعدم مناسبتهم لي.
عذرًا أطلت الحديث و نسيت إخباركم ماذا فعلت.
أخذت حماما دافئًا علَّ براثن عقلي تهمد، ارتديت ملابسي المكونة من بنطالٍ و قميص صوفي ثقيل باللون الأسود، و جورب ثقيل رمادي اللون، و تركت خصلات شعري مبعثرة، لطالما أحبتها " هميس" هكذا.
اتجهت إلى المطبخ أصنع مشروبًا ساخنًا، ذهبت إلى الأريكة في غرفة المعيشة و قمت بتشغيل التلفاز أتابع الأخبار، منتظرًا عامل التوصيل، فقد قمت بطلب البيتزا و بعض المشروبات الغازية.
YOU ARE READING
تخاريــف '
Fanfictionعندما يُصبحُ الخيالُ حقيقةً، و يعتقدُ المرءُ بأنه قد فقدَ عقلهُ. مرحبًا بكم في تخاريف!