الفصل الثاني
هل ستستجدي العطف منهم أم إنها ستترفع عن هذا الألم ، تبتسم سخريتًا من الأقدار التي جعلتها في مثل هذا الموقف اليوم، هي التي كانت في صغرهم ذات كلمة عليا وها هى اليوم لا يأخذ برأيها.
هل للأم عتاب؟ أم إنها دوماً تسامح وليس من حقها العتاب ؟
هل لها ان تقف أمام رغبة احد الأبناء وتصر عليه بأنهاء هذا الارتباط؟ ..ام انها ستظل ساكنة ام رغباتهم .
ليتها تستطيع الصمود اكثر من ذلك فهو اخطاء خطئ فادح في حق امومتها بخطوته تلك .
تحدث نفسها بعدما اغلقت الخط المتصل بأبنتها وبعدما استوقفته حتى تستجمع تيتها في هذا الأمر : يااا للدرجاتي معدليش لزمة مابينكم ياولادي ..حركت رأسها بأسى واكملت صمتها .سامر ..نعم قد أخطأ ولكنه لم يكن بالخطأ الفادح مما جعله يستجمع تيته وقد زفر شهيقا قد استنشقه سابقاً في ضيق فموقفه أمام والدته لا يحسد عليه الأن ، فهو تقدم لخطبة احدى الفتايات بالفعل دون الرجوع لها ولكنه سيحاول إيضاح الأمر لها فاردف في خزي منها وهو يسبل اهدابه قائلاً :حاضر يا ماما هقولك على كل حاجه انا فعلاً اخطأت لما داريت ..
قاطعته هى متفوهة في تريث ظهر على محياها ولكنه عكس نار فؤادها المتوهج حزنا وخزيا منه لتستوقفه بأشارة: قوم أدي فرض ربنا عقبال ما اعملك حاجه تغير بيها ريقك الأول وبعدين نتكلم في كل حاجة.
ها هو قلب الأم دوماً ،يتحكم فيها برغم ما تقاسيه من أولادها.
حرك رأسه مستجيبا بإيمائة الموافقة ونهض متوجها الي المرحاض في صمت وخزي بادي عليه ، ليتوضاء بعد ذلك ويقوم بأداء فريضته قبل الشروق ليدعوا ربه مبتهلا أن ينول موافقة أمه الغاضبة ، ورضاها لما ينوى من ارتباط بتلك الفتاة، أنتهي سامر من صلاته واستعدل من هيئته ليستكمل أرتداء ملابسة وتوجه لغرفة المعيشة وجلس بجانبها في صمت وهو عازم على محادثتها في هذا الأمر.
تجلس فريدة التي أعدت له كوب من الشاي المزود بالحليب ومعه بعض المعجنات و المقرمشات ،احضرتهم من أجله حتى يقتات بهم أولا، قبل أن تتناقش معه في لب هذا الأمر الذي كان يخفيه عنها وتفاجأت هى به من خلال حديث شقيقته لتهتف قائلة: _اتفضل كل قبل مالشاي يبرد.
.ويجيب هو بتناول احدى المعجنات وهو يرتشف معه الشاي المزود بالحليب وهو بداخله يتمني أن ينتهى هذا الموقف السخيف الذي وضعته رهف فيه الأن.
. . . . . . .
كانت هناك فتاة رقيقة تستعدل من هيئتها وهى تدعوا في نفسها أن تقابله اليوم قبل ان يغادر كعادة كل يوم بعدما كان يحرص دوماً على ملاقتها وهى تدعوا برجاء: يااارب يا سامر الحقك قبل ما تنزل ..معرفش ايه اللي جرى .. كأنه بيهرب مني، زمان كان بيتعمد يتأخر علشان يقابلني لتعود بذاكرتها للخلف في حنين.
أنت تقرأ
إشارة حمراء (أبناء فريدة)
Romanceاجتماعي رومانسي معاناة ام عاشت من أجل أن تسعد بجمع أولادها الخمس ولكنها تتفاجأ بمكيدة مدبرة من زوجات ابنائها تجعلها تقرر الهروب من عالمهم القاسي فهل سيتأثر أولادها ام أن هناك صحوة ...