البارت العاشر

4 1 0
                                    

إشارة حمراء
بقلم إيمان فاروق

العاشرة

كانت تجلس القرفصاء ،تنتحب في صمت لما وصلت اليه معه وهو حبيب الطفولة ،هل انتهت بالفعل بينهما تلك المشاعر النبيلة التي جمعتهم سويا ذات يوم ، ربما كانت غبية فيما وصل اليها من مشاعره التي كان يغدقها بها ..ليته ما كان وليتها ما هوته فما نابها منه غير الخزلان ..لا تعلم لماذا فعل هذا ولماذا تم الهجران دون ان يعطيها سبب واحد لربما كانت ستهديه العزر المناسب وقتها لو قام بمصارحتها بما كان لتلج اليها بنظرات هلعة قائلة : مالك ياحبيبتي .. اسمالله عليكى ياروحي .. مالك ياهيام ردي عليا يابنتي مالك وجعتيلي قلبي ؟قالتها زوجة ابيها وهى تربت عليها مهدهدة اياها لتقابلها الاخرى وهى تناظرها بعينيها المغرقتين بالدموع ومنتفخة من كثرة البكاء : مفيش حاجه ياماما ..انا تعبانه شويه بس . ابت نفسها ان تتحدث مع زوجة ابيها التي انتشلتها الأن من غرقها بالبكاء لتستنشق الهواء وتلملم اشلائها مي محاولة لأستجماع نفسها من جديد حتى تستعيد ولو جزء من كرامتها التي اهدرت بسبب ابن عمها ،فهى ستحاول ان تستعيدها ولو على حساب قلبها الذي دهسه هو .

حضر الجميع والتف الرجال حول امهن تحت انظار زوجاتهم التى تملأها الغيرة من تلك المشاعر الجياشة التي تظهر في علاقتهم بأمهم فهم الأن كالاطفال امامها يتلذذون بعناقها وتدليلها لهم ..يتناولون طعامها بشهية كما لو كانو لم يتناولو الطعام في بيوتهم منذ امد بعيد ليتشدق كمال وهو يلوك الطعام قائلاً : الله .. تسلم ايدك ياست الكل ..بقالي كتير مأكلتش محشي بالطعامة دي ..او يمكن مكلتوش من أخر مرة بعتهولنا لما قلتك نفسي فيه .
ليجيبه رءوف وهو يلتقط بعض من اوراق الملفوف واخرى ورق عنب ليهتف قائلاً: انت بتقول فيها .. مفيش اطعم من أكل ماما كلة دانا مش عارف اقاوم وضيعت الرجيم بتاعى وشكل تعب الكام اسبوع الى فاتو ضعوا النهاردة ..والكرش هيرجع من جديد .

فريدة بحب وعاطفة حقيقية برغم حزنها الداخلى : بالف هنا وشفا عليكم كلكم ..مطرح ما يسري يمري .. دا انا كنت هعمل شوية بفتيك مع الصواني علشان الولاد لكن مقدرتش اقف وام محمود وهيام كتر خيرهم تعبوا معايا قوي ..واتكسفت اطلب منهم اي شئ تاني .. وبصراحة نفس هيام في الأكل أحسن مني كمان وخصوصاً اني مليش في عمايل الكريب والا الاكل الجديد بتاع العيال ده .

نظرة ضيق وحقد ظهرت على محيا أحلام وأمال توارت خلف ضحكتهن الصفراء وهن يتبادلن الحوار في محاولة منهم للمجاملة حتى لا يظهرن ما بداخلهن لتهتف أحلام : فعلاً الولاد بيقولو الكريب طعمة حلو ..تسلم إيديها .

أمال بمجاملة شبيها وهى ترمي بكلماتها نحوها : اه جميل ..برافو عليها انها بتتعلم تعمل الأكلات الجديدة .
عقبال متعمل في بيتها .

تقابلهن بنظرة حزينة وعدم تصديق لما يقولون فتلك النظرات المتبادلة بينهن لا تقول هذا ..ولكنها

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 11 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

إشارة حمراء (أبناء فريدة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن