التاسعة
إشارة حمراء
بقلم إيمان فاروقبيت متهالك ورواق مظلم دلف اليه بتوجز خيفة من أن تتعثر قدمية في ارضيته المتهالكة كحال بنايته القديمة ..يسير بحزر الى ان وصل لمقصده ليطرق الباب الذي يظهر من خلف شراعته المثقوبة ضوء خافت من انارة الكهرباء البسيطة ليعاود الطرق عدة مرات إلي أن فتحت له تلك السيدة التي يبدو عليها حالة من الاعياء وهى تقول بوهن وهو يستمع اليها من الخارج : الصبر يالي على الباب ..اانا جايه اهو .. لتتفاجأ به يقف بأشراقته الحنونه التي تعوضها غياب ابنتها العاقة لتردف بسعادة جالية على وتيرتها : أهلا وسهلا بيك غالي يابن الغالين..اتفضل يا ابني ..اتفضل تعالى ارتاح.
قابلها باشراقته وهو يتقدم نحوها ليقبل يدها متلثما اياها بتقدير أسعدها : أهلا بيكي يا أمي ..ازي حضرتك ..عاملة ايه دلوقتي .. يارب تكوني بخير .
السيدة برضا : الحمدلله والشكر لله ..انا في نعمه يابني المهم انتوا عاملين ايه وولادك ايه اخبارهم ..واكملت بشوق وحنين : وحشوني الغلين قوي ..ابت عزة نفسها ان تأتي بأسم أمال على لسانها فحزنها منها بلغ عنان السماء ولكن هذا الإبن الطيب الذين لم تنجبه يعوضها ولو بالقليل عن عزوف ابنتها عن زيارتها متعلله بأنها مشغولة بزوجها وأولادها التي لا تحب ان يشاهدوا مثل هذا المنزل فكم من المرات اقترحت عليها تركه ولكن نفسها العزيزة ابت ان تتركه فهو جزء من عفتها وكرامتها فأسلوب ابنتها معها متعجرف يجعلها تشعر بكونها خادمة عندها وليست ام وهى التي فنيت شبابها من أجل الحفاظ عليها ،الى ان تعرفت عليه من خلال عملها كممرضة لدية ومنذ ارتباطها به وهى تحاول التنصل من ماضيها المخجل لكونها فقيرة ولكن ابدا هى لم تخزى لوضعها هذا فهى امرأة مجاهدة وبرغم ضيق ذات يدها الا انها لم تحاول قط ان ترمي بحملها على احد ولا حتى قبلت ان تترك بيتها الذي يكفيها شر المزلة لأبنتها التي تشعر بالخزي منها ومن الظروف التي تحيطها ولم يكن لها فيها حيلة ..فليس بيدها كونها فقيرة فالفقر فقر النفوس وهى عزيزة النفس ولن تزل لأبنتها يوماً .
يتقدم نحوها وهو يقول : الولاد وامال وكلنا بخير طول مانتي بتدعي لينا ياستةالكل ، ثم رفع يده يناولها كيس معبئ بالأدوية المخصصة لحالتها المرضية قائلاً : اتفضلي ..دا العلاج بتاعك بتاع الشهر ده وطبعاً انتي عارفة كل نوع وانا عاملك العلامات علشان متتلغبطيش وهعدي عليكي كل كام يوم اديكى الحقنة .. ليفتح احد الاكياس الملونة ويستخرج منها عبائة سوداء غالية ويناولخا اياها وهو بقول : كل سنة وحضرتك طيبة ..دي هدية أمال بعتها لك..تجيبه بصوت باكي فهى تعلم شح ابنتها: ربنا ميحرمنيش منك يابن قلبي ويخليهملك يااارب ، فهى لم تجادله حتى لا يحزن فيقينها الداخلى اقنعها انه هو صاحب هذا الزوق العالي في اختيار ملبسها ..فأبنتها لن تجراء على شراء شئ ثمين هكذا ولكنها لم تشئ احزانه بمعرفتها بهذا الامر .
أنت تقرأ
إشارة حمراء (أبناء فريدة)
Romanceاجتماعي رومانسي معاناة ام عاشت من أجل أن تسعد بجمع أولادها الخمس ولكنها تتفاجأ بمكيدة مدبرة من زوجات ابنائها تجعلها تقرر الهروب من عالمهم القاسي فهل سيتأثر أولادها ام أن هناك صحوة ...