الـ لا الأولى 6

78 12 1
                                    

يا أنيس الروح ودفِئ الشتاء
دَثر الابدانَ في حُضن عَميق

.......

قَدمت يَون سوا كوب قهوةٍ دافئ للمُرتجف بردًا على
الطاوله ، وضَعت الكوب ثُم جلست امامه وتنَهدت بنفاذ
الصَبر "هل كان قدومك ضروري في منتصف الليل؟ انها
تُثلج في الخارج"

أمسك جِيهون كوبه وارتَشف القليل مِنه ثُم حاوطت يديه
الكوب تسترجي أي دفئ يصل لجسدِه "لقد سمعت انكِ
ستُغادرين غدًا لذا..."

"لذا قررت التَهور والوقوف في منتصف الشارع بينما
الجو عاصف ومُثلج؟ انت مجنون"

ابتَسم جِيهون ونَظر اليها "في الحقيقه اعتقد ان الامر كان
يستحق المُجازفه"

عَقدت يَون سوا ذِراعيها واتكأت للخَلف "كيف ذلك؟"

جَر جِيهون نفسًا وقَرب الكوب من وجهِه وقبل أن تُلامس
القهوةَ شفتيهِ "كانت قُبلتي الاولى"

رَفعت يَون سوا حاجبِها وتَحدثت بصوتٍ مُشكك "انت
تُخبرني أن رجلاً يجيد التَقبيل هكذا لم يُقبل أي امرأةٍ من
قَبل؟ وتتوقع مِني ان اصدِقك؟"

ضحِكةٌ خَجوله فَرت من بين شفتيه وأنظارِه تصُب نفسُها
على القابِعة امامه "هل هذا أعتِراف انكِ احببتِ القُبله؟"

تَلاشت نبرةُ الثِقة وارتَبكت عَينيها فأخذت تنظُر نحوهُ بأنزعاج
"لم اقل ذلك... لما تُفسر الامر كما يحلو لك!"

لن ينكُر جِيهون أعجابهُ بأرتبكِها وانزِعاجها اللطيف وعبوس
شَفتيها ، لم يستَطع السيطره على ضحِكته تِجاه موقفها
المُعادي له رُغم انهم يعلمون حقيقة ان الاثنين احبوا قُبلتهم

صَمت لعدةِ ثواني ثُم أردَف بجدِيه "هل حقًا ستعودين غدًا؟"

"نعم ، طائرتي مساء الغَد لذا يمكنك قول ذلك"

حَدق بِها مطولاً حيث تتَراكم الافكار في عقلِه ويطرح ألف
سؤالاً بحوار بين مشاعِره والعقل "هل هذه العِلاقه مُنتهيه
قبل أن تبدأ حتى؟ اعني هل انا مُتأخرٌ جدًا لبدءِ حياة مَعك؟"

ابتَسمت يَون سوا وامسَكت هاتِفها لتَعبث بهِ قليلاً "أرسلتُ
لك موقِع مَنزلي ، زُرني لاعرِفك على عائلتي حين تَشتاقُ الي"

بدى حَديثها في غاية الجِديه لكنه لايزال يرى خَلف جديتها
واصرارِها شَخصية لطيفه وتصرُفات مَحبوبه "لكِ هذا"

بيانـو وباليه ¦¦ لي جيهونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن