مَشَنَقةٌ وَ قُفَّاز

1.5K 207 192
                                    

لاتَنسى التصويت عزيزي القارئ ♡

☆ التاريخُ المُستخدم في الروايةِ هو مِن بعدِ ثورةِ القائدِ جوهار دي كاسلي
على نظامِ السُلطةِ للوردات الأربعةِ الذينَ حكموا هيدنفيلد قبلَ عائلة آل دي كاسلي، والتاريخُ الأن هَو بعد ١٢٨ مِن تولي حكم آل دي كاسلي.

عِندمَا وَقعتْ عَينيَّ على يَدهِ المَشوَهةِ السَوداء، رأيتُ أنَهُ يَستطيعُ تحريكَ
أصَابعهِ بَبطئ، عِندمَا لاحظَ أنني أنظرُ إلى يَدهِ، حاولَ تحَريك أصابعهِ
بَشكلٍ أسَرع، كما لو كانتْ يَدهُ طبيعيةٌ، أخَفى عَني يَدهُ اليسَرى، بألتقاطِ القُفازِ
وقالَ: «لا تُشفقِ عليَّ، أيتُهَا الدَوقةُ العَزيزةُ.»

كانَ في صَوتهِ حَزنٌ لأنَني أنظرُ لهُ بَحزنٍ.

«لم أركِ يَدي لأجَعلُكِ تَشعُرينَ بَالأسفِ مِن أجَلي، أرَدتُكِ أن تَعلمِ أن هُناكَ
علاجًا لليأسِ، أنا لا أتوقفُ لمَجردِ وضَعي خلفَ القُضبانِ، كنتُ أسَتخدمُ يدي اليُسَرى، عندَ الأكلِ والكتَابةِ وأشَياء أخَرى كثيرة، لأنني أعسَرٌ، ولكنْ عَلمَني
الألمُ أن أستخدمَ يَدي اليُمنَى أيضًا.»

«لمَاذا فعَلوا هَذا؟» وكم كانَ سؤالًا غبيًا ..

بينمَا كانَ يَحدقُ بي دونَ أن يُجيبَ، أرتدى قُفَازاتهِ مَرة أخرى،
ثم وضعَ القيدَ على مَعصمهِ ومَدهُ نحَوي، حَتى أتمكنَ مِن تَضييقِ مِعصم يَدهِ اليُسَرى أكثر.

في ذلك اليَوم، على الرُغمِ مِن أنهُ كانَ بإمَكانهِ تَحريرُ مَعصمهِ
بَسهولةٍ مِن تلك القَيودِ، إلا أنَهُ لم يَفعل ذلك أحترامًا لرَغبَتِي.

كنتُ أعَلمُ أن السُجَناء يتعرضونَ للتَعذيبِ، لكنْ كانَ هُناكَ فَرقٌ كبَيرٌ
بينَ رَؤيةُ العَالمِ مِن الخَارجِ والعَيشِ داخَلهِ..

لم أشَعر بَنفسِي الأ وتلك الدَموعُ تَنهمرُ فجأةً، كانتْ هُناك غَصةٌ
تحاصرُ حُنجرتِي، لا أفهمُ لِمَ هَذا العَالمُ بَشعٌ هَكذا؟

لا يَرأفُ بكبيرٍ منحَ كُل شَيء لبَلدهُ كوَالدي، ولا بَمرأةٍ أشدَ قوتِها هَشاشتُها كوَالدتِي
ولا بَطفلةٍ لم تَتعلم حَتى المَشي كشَقيَقتِي، ولا بأمَيرٍ يَملُك سُلطةً يتَمناهَا الجَميع.

«لأنني مُتمَردٌ، وهَذا جَزائي العَدلُ، لكنْ لايَهم،
يظنونَ بَهذا سَيأذونَني، لكنْني لا أهَتمُ.»

«لا يَنبغي للسُجناء أن يَكذبوا على مَن يَصبحُوا نائبَينهُم.»

«ولا يَنبغي لنَائبتي أنا أن تَبكي.»

وأستمرَ في الأبَتسامِ: «الآن، يَجبُ أن أرسلَ لكِ المَزيد مِن الوَرْوَدِ بَسببِ البُكاء،
هَل يَجبُ أن أحَصي الدَموع في عَينيكِ وبدلَ كُلِ دمعةٌ سَتكونُ وَرْدَةٌ،
عَزيزتِي الدَوقةُ؟»

وَرْدَة و بُنْدُقيّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن