صَلِيبٌ وَ بُوصُلَة

1.3K 177 117
                                    

☆ لاتَنسى التصويت عَزيزي القارئ.

☆ عزيزي القارئ، أن وجدتَ أي خطأ أملائي أتمنى أن
تُشير لهُ بالتَعليقِ.

أوَدُ أن أحتضِنَ بُكائي واخَورُ مَعهُ في بُكاء طَويلٍ..

والدَي بَذاتِ نَفسهِ كنتُ أبَكي مرارًا وتكرارًا بينَ يَديهِ، وتَوسلتهُ بَكُل
الطُرقِ، ولم يَضعف لدَموعِي ورَجائي، هَل سأتَاملُ أن يفعلَ مَا لم يفعلهُ والدَي
رَجُل غَريب؟

نعم، ولم أكنْ أمَلُ بَتوقعٍ بل بَيقينٍ وثَقةٍ..

كُل مَا يُسَمع الآن في تلك الغُرَفة المَنْكُودةِ هَو نَحِيبِي وسَعلاتُ آلفريدو
الذي رَماهُ كاليستو بَقوةٍ للحَائطِ..

لا أعَلم مَتى أو كيَف انَفكتْ يَدهُ التي كانتْ تُمَسك بالمَلاءةِ وأسَقط آلفريدو،
لا أعَلم مَتى أو كيَف أخَتار كاليستو بَيني وبين كبَريائهِ وسُمَعتهِ..

مَد يَديهِ للحَرسِ مُنتظرًا عَودة الأصَفادِ، مُنتظرًا آسرهِ مِن جَديدِ،
وعَسليتاهُ لا تَنظرانِ لأحَدٍ سَواي: «غَريبٌ كيَف يُمْكن للشَخصِ الذي يُحررك
أن يَسجُنك في آنٍ واحَدٍ، أليسَ كذلك سَيادة النَائبة؟»

تحركَ أحَد الرَجال بَسُرعة لإغَلاقِ أصَفاد كاليستو، كانَ هُناك جُثة رجُل مَيت
على الأرِض، ودَماء آلفريدو تُلطخ الغُرفة، لايَزالُ على الأرَضِ غير قَادر على التَحركِ، كانتْ مَيدانُ حَرْب، لكن الحَرْب الحَقِيقية كانتْ داخَل كاليستو، كنتُ
أعَرفُ ذلك جيدًا.

عادَ مَرة الآخَر السَجين المُكبل ويَديهِ مُقَيدتينِ بَبعضهمَا البَعض،
رَأيتُ دارين، الذي كانَ يُشَاهد كُل هَذا، يَدخل الغُرفة، قالَ رودريغز وهَو يَخرجُ
مِن البَابِ: «سَأعودُ خَلال خمَس دَقائق، سأتَصلُ بَرجالٍ مَوثوقينَ لأخَذ
النَائبة وحَتى ذلك الحَين قُمْ بَحراسةِ الغُرفةِ جيدًا.»
عِندما رفعَ دارين حَاجباهُ دَخل خَلفهُ رجُلانِ آخَرانِ مِن فَيلقِ المَوْت.

كيَف رودريغز لازالَ يثقُ بِحراسةِ دارين؟ أو هَل هَو يثقُ بَدارين
أم يَخافهُ؟

مَشى كاليستو وجَلس على السَريرِ، وعِندما التَقتْ نَظراتهُ بالأرَضِ بَثباتٍ، كانتْ عَيناهُ على دَماء آلفريدو، وكانَ الدَمُ المُتَدفق مِن صَدرهِ وجَروحهِ يَتزايدُ
أكثَر فأكثَر.
حَين تحركَ دارين إلى حَافةِ السَرير وجلسَ على السَريرِ بَجانبهِ،
كنتُ لا أزَالُ أبَكي بَصمتٍ، تَحولتْ مُقَلتا كاليستو مِن الأرَضِ إلى أصفادِ يَديهِ،
ومِن أصَفادِ يَديهِ إلى الحَائطِ، ومِن الحَائطِ إلى وَجهِ دارين، وأخيرًا عِندما بدأا بالضَحكِ معًا، مَلأتْ الغُرفة ضَحكتهمَا..

حينَ أمسكَ رجُلانِ بَذراعي آلفريدو وسَحباهُ إلى خَارجِ البَاب بينمَا كانتْ سَاقاهُ تَزحفانِ على الأرَضِ، قالَ كاليستو بعَد الضَحكِ: «انَظرْ إلَى مَا حَدث،
أعَلم ماسَتقولهُ لذا أصَمُتْ.»
ضحكَ دارين وأخَرج عُلبَة سَجائر مِن جَيبهِ ووضَع واحَدة بَين شَفتِي كاليستو
ثُم أشَعل النَار في طَرفِها، أخذَ كاليستو نفسًا عمِيقًا وأغَمض عَينيهِ، وكانَ الدُخَان المُنَبعث مِن السَيجارةِ يُخَفي وَجهه.

وَرْدَة و بُنْدُقيّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن