قَهوَةٌ وَ سِيجَارَة

1.2K 186 59
                                    

☆ لاتَنسى التصويت عَزيزي القارئ.

☆ عزيزي القارئ، أن وجدتَ أي خطأ أملائي أتمنى
تُشير لهُ بالتَعليقِ.

آغاديس/ سَجنُ الأكوادور.

كُل المَشاعرِ لهَا حَدودٌ، ولكن بالنَسبةِ لكاليستو، هُنَاك عَاطفتانِ فقط
ليسَ لهَما حَدود الحُب والأنتقامِ، جَلبتْ هَذه المَشاعرُ مَشاعر أخَرى مَعها،
الحُب هو الرَحمةُ، والرَحمةُ هي العَطفُ، والعَطف هَو الرَعاية، والرَعاية هَي الألتَزام، والألتَزام هَو القَناعةُ.

الأنَتقامُ ولدَ الطمَوح، والطمَوح ولدَ الحَرب، والحَرب مَكاسبٌ، والمَكاسبُ تَولدُ الخَسائر، والخَسائر تَولدُ الكرَاهيةِ.
وهَو عاشَ بالفعَلِ مَع هَذينِ الشَعورينِ اللذينِ ليسَ لهمَا حَدود.

كانتْ ذَراعيهِ مُقيَدة خَلف ظَهرهِ، وكذلك سَاقيهِ وحَتى جَذعهِ،
كانَ مُثبتًا على الكرسِي الحَديدي الثَقيلِ، لكن لحُسَنِ الحَظِ كانتْ عَيناهُ
تَستطيعانِ رَؤية كُل شَيء.

«أنا لا أفهَمُ..»
قالَ ألفريدو، الذي كانَ يَجلسُ مُقَابلهُ مُباشرة، وهَو يَسترخي في كرسيهِ،
على بُعدِ مَترينِ مِن كاليستو:

«كيف يُمَكنُكَ الأسَتمرارُ في العَيشِ مع هَذا التَعذيبِ الذي لن يَتحملهُ الحَيوانُ؟»

بدأ كاليستو يَشعرُ بالألمِ يَغزو كُل جَزء مِن جَسدهِ بعد أن زالَ تأثيرُ
المُهَدئ الثَقيلِ الذي تم إعَطاؤهُ لهُ، ولكن بدلًا مِن التَفكيرِ في ذلك الألمِ،
ضحكَ بَسُخريةٍ، ردًا على ذلك: «أنا أيضًا لا أفهمُ، مَتى تنوي أن تُصبح
رجلًا؟»

صرَ ألفريدو على أسَنانهِ، وعِندمَا أومأ إلى أحَدِ الحُراسِ خلف كاليستو،
ضغطَ على رَقبةِ كاليستو واضعًا رَأسهِ في المَاءِ البَاردِ أمَامهِ، بينمَا أنتظرَ كاليستو دونَ أن يُكافح، كانتْ هَذه هي المَرة الخَامسِة التي يَلتقي فيها وجَههُ بالمَياهِ البَاردةِ، لقد ظلوا جميعًا ينتظرونَ لمُدةِ أربعينَ ثانية، ولكنْ الآن مَرتْ أربعونَ ثانية ولم يَعد بإمَكانِ كاليستو التَنفس.

عِندمَا أمَسكهُ الحارسُ أخيرًا مِن رَقبتهِ وسَحبهُ بعيدًا، سعلَ ثم بَصق على الأرضِ، وجاءَ صوتُ ألفريدو: «هَل تَعلمُ أنني أموتُ من أجل قطعِ أنَفاسِكَ؟»

كانَ كاليستو يَحاولُ التقاطَ أنفاسهِ وهَو ينظرُ إليهِ بَعيونٍ مَليئةٍ بالكرَاهية،
وألفريدو يَردفُ بَقسوةٍ:
«لكنني لا أسَتطيعُ أن أفعلَ ذلك لأن أعَينُ الجَميع سَتكونُ عليكَ،
حَتى الضَرر الذي لحقَ بَوجهِكَ سَيظلُ تحت التَدقيقِ العامِ في مُحاكمتِكَ تحت
بَندِ أنكَ أمَيرُنا، وتَعذيبُكَ خَيانةٌ للسُلالةِ المَلكيةِ.»

عقدَ حَاجبيهِ وأكملَ: «ولهَذا أظهرتَ نفسُكَ لآتِ التَصويرِ على سَطحِ
السَجنِ، ليرى الشَعبُ ماذا حَدث لوَجهِكَ وشَعرِكَ، ولا بأسَ بذلك، فخَطتُكَ مشتَ في مَساريهَا الصحيحِ، وبدأتْ أنتفاضةٌ جديدةٌ لقَمعِ تَعذيبِ السَجونِ،
خططتَ لكُلِ هَذا مُدركًا لكُل النتَائجِ، أليسَ كذلك؟»

وَرْدَة و بُنْدُقيّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن