(قبل ثلاثة شهور من اليوم )
كان عيسي يتوسط فراشه ،مرتديا بنطال قصير يمتد لمنتصف ساقه ،دون شيء آخر ،نهض عيسى من فراشه ،معلنا عن أنهاء صراعه مع كابوس جديد ،و أنتهى به الأمر واقفا أمام مرآة غرفته ،مستندا بكلتا يداه على التسريحه ،بينما يناظر أنعكاسه على المرآه ،جبينه الذي يتصبب عرقا ،تسقط عليه خصلات شعره السوداء بشكل مهمل ،بشرته البيضاء الشاحبه ،التي أزدادت شحوبا ؛أثر الخوف الذي يكسو عيناه ذات اللون الأسود الخالص ،وتلاشى الخوف شيء فشئ ،حتى أبتسم ؛لتظهر غمازتيه ،ويتضح فكه المنحوت
متحدثا :أخيرأ لقيتك ،يا زيدار.
-فلا أحد يعلم كم كلفه الأمر من ليالي شاقه ؛للعثور على شيطان المؤسسه الأول زيدار ،شيطان الأحلام ،أن رأيته بأحلامك بعد القائك التعازيم الملائمه قبل نومك ،أشار ذلك أنه على وشك زيارتك ،وقد قبل التعاقد معك ؛فالتعاقد معه دونا عن الشياطين الأخرين ،يعني العيش بسلام لمدة لا بأس بها ،مدة تدوم مدى الحياة ،المال ،والثراء الفاحش مقابل بعض الأضحيات ،والتي من المفترض أن يبلغ عددهم مئة أضحيه ،قبل عام المتعاقد التسعة ،وستون ،وأن لم يفي بشروط العقد يتم تقديم روح المتعاقد للمؤسسه ،تحديدا بجحيم المؤسسه ،وأن توفي المتعاقد قبل أكمال أضحياته ،يتم الأكتفاء بتقديم روحه فقط ،ولكن أن قتل ،يلعن نسل المتعاقد ،ويتوجب كل ذكر من نسله أن يصبح متعاقد مع المؤسسه ،حتى تكتفي المؤسسه. -
بعد أنتهاء عيسى من تأمل ذاته بالمرآه ،التفت عيسى ناظرا لأرضية غرفته ،التي تغطيها قطعة من القماش ؛ليقوم بأزاحتها ،كاشفا عن ما كانت تخفيه ،والتي كانت نجمة سداسيه ،وبعض من التعاويذ المرسومة على الأرض ؛ليجلس عيسى بمنتصفها ،ويغمض عيناه ،وبدأ بترتيل ترانيم أحتوت تعاويذ مرعبه ،ترانيم من المفترض ألا يجيد ترتيلها شاب بتمام منتصف عشريناته فحسب ،توقف عن الترتيل ،بمجرد أن شعر بشخص ما أمامه ؛ليفتح عيناه بهدوء بينما يناظر القابع أمامه ،والذي لم يكن يبدو إلا شاب بأوائل الثلاثون وكيف لشيطان عمره ألاف السنين أن يمتلك هذا المظهر؟ نهض عيسى ليقابله ،بينما يمد يداه ليصافح زيدار ،ولكن تجاهله زيدار ؛ليجلس على فراش عيسى ،مستندا بكلتا يداه على الفراش ،بينما يتحدث بلا مبالاه.
زيدار ساخرا : هذه العائلة حقا مثيره للسخرية
-نهض من الفراش ،وهو يقترب من عيسي مجددا ،ويناظره بغضب -
دونا عن جميع الشياطين ،تحاول أستدعائي أنا ؟
ألا تعلم ما فعلته بجدك الأكبر ؟ناظره عيسى بتوتر : أنت بتتكلم عن أيه ؟
أبتسم زيدار بصدمة مصطنعه : هذا سئ ،ألم يخبرك أبيك ؟ جدك ؟ أو جد جدك ؟
لحظه ،ربما أنت لم تلتقي بجد جدك ،يؤسفني هذا ،لقد قتلته بالفعل قبل أن تولد أنت!كان عيسي يناظره بحده مصطنعه ،مزجت بقلق لم يخفى عن زيدار : أنا مش فاهم حاجة .
تحدث زيدار بفخر : بالطبع أنت لا تفعل ،وألا لما تجرأت على أستدعائي ،بينما أنتم عائله هزليه لا تقدم سوى أضحيات من الحيوانات.
-أكمل بحده -
هل تعلم ماهية الأضحيات التي يتوجب عليك تقديمها أم تريد أن تلحق جدك الأكبر ؟
YOU ARE READING
خطيئة زيدار
Fantasyلَم يُخلق بَشري بِلا أَخْطَاءٍ.. فَالْبشرُ هُم أَهلُ الْأَثَمِ ، وَلَكن ماذَا عَن أَخطاءِ شيطانٍ ؟ فَأي جُرْمٍ لَا يُباح بِأَرضِهم ! أَيُّ غَفوةٍ سَيُصَنفها عَالَمهمْ كَخَطيئة الشَّيْطَانِ..؟ وَلَيس أَي شَيطَانٍ بَلْ زِيدَارٌ ! رِوَايَة :خَطِيئَة زِ...