56- وريث شرعي

2.2K 99 5
                                    

برلين ، ألمانيا ...

حملت فنجان قهوتها و خرجت للمرة حين سمعت الباب يفتح .. كانت ترتدي سروالا حريري باللون الأحمر الداكن و قميص بحمالات رفيعة بنفس اللون ..

"أنت مبكرة اليوم" قال بنبرة ساخرة لأن كاترين منذ زواجهم تستيقظ بعد منتصف النهار و ذلك بسببه لأنه لا يدعها تنام ليلا .. قلبت عينيها و قالت "أنت من عاد مبكرا اليوم .. هل انتهت أعمالك باكرا"

أومأ وهو يقترب منها ثم قبل شفتيها و مر بجانبها ليصعد لغرفته وهي وضعت قهوتها و لحقته ..
كان يغير ثيابه بالغرفة حين سألت "مالذي فعلته بخصوص وظيفتي؟"

"أنا أنظر في الأمر" أجابها نفس الجملة التي تسمعها منذ أسبوع و هي ملت الجلوس في المنزل وحيدة فسألت مجددا "أخبرتك أن أرسل سيرتي عبر البريد لكنك قلت أنك ستتصرف .. مالذي يستغرقه كل هذا الوقت؟"

"لا يمكنني السماح لك بالعمل بأي مكان .. لا أريد تعريضك للخطر"
جلست على السرير و قالت بتذمر "أنا أشعر بالملل و الوحدة دايف .. سأجن إن بقيت بمفردي لفترة أطول"
نظر لها وأردف بهدوء "لم تكوني تعملين بإيطاليا"

"على الأقل هناك بشرا أعرفهم و أتكلم لغتهم هناك .. بالمناسبة أريد التسجيل بدروس اللغة الألمانية"
"سنرى" تمتم وهو يسحب هاتفه و يبدو مشغولا بمراسلة شخص ما فانفعلت و اردفت "غدا سأبدأ درس اللغة لقد سجلت بالفعل"

رفع رأسه من الهاتف لينظر لها و سأل "لماذ أنت مستعجلة؟ أخبرتك أنني سأحضر شخصا لتعليمك"
"أريد الخروج و التعرف على أشخاص آخرين .. لن أدرس لوحدي بالمنزل" فسرت قصدها بهدوء و قد قارب صبرها على النفاذ ...

"سنرى"
قلبت عينيها على استفزازه المستمر و فضلت العودة للمطبخ كي تواصل تناول فطورها الذي قطعته حين وصل .. فهي تتناول فطور الصباح في الساعة الثانية ظهرا و ذلك بسببه ..

كانت تعيد تنظيم الصحون لأماكنها حين دخل المطبخ و بحماس سأل "مالذي سنتنواله على الغداء ؟ .. أنا جائع"

"يمكنك تحضير ما تريده" اجابته تهم بالخروج لكنه أوقفها حين حضنها من الخلف و قال "أنا أحب طعامك .. هيا حضري لنا شيئا"
ابتعدت عنه قالت بحدة "يمكنك احضار خادمة لتطبخ لك"

أكثر شيئا تكرهه بمنزله هو عدم وجود الخدم .. هناك بضعة أشخاص يأتون صباحا للتنظيف و يغادرون مساءا .. دايفيد لا يحب الخدم لذلك لا يريدهم طوال اليوم معه .. وذلك يشعرها بالوحدة أكثر ..

تنهد يراقبها تخرج من المطبخ منزعجة و لعن اللحظة التي قرر بها الزواج .. لماذا لا تجلس و تستمتع بالحياة بصمت؟

جهز الأكل على الطاولة و خرج لغرفة الجلوس أين جلست تشاهد التلفاز و نادى عليها بهدوء "تعالي لقد جهزت الغداء"

حركت رأسها نافية دون النظر له وأجابته "لقد تناولت الطعام للتو يمكنك الأكل"
أدار ظهره ليعود و قال بابتسامة مستمتعة "كنت سأخبرك أنني وجدت مستشفى لك .. لكن يبدو أنك غير مهتمة"

نجمة العالم المظلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن