نجمة العالم المظلم

54- حفل

"مالذي تفعله هنا ؟" صوت صارم جعلهما يلتفتا للباب ثم وقفا سريعا ينظران لمدير المدرسة و والده آرثر مارتوس الواقف على الباب و يبدو على ملامحه الغضب ..

"أبي سأشرح لك على العشاء بالمنزل" قال رافييل يخرجها من شرودها بوالده الذي ينظر لها بالفعل بحدة ..

رفعت حقيبتها تهم بالمغادرة لكن صوت والدها أوقفها حين قال مجددا "أهي سبب تغيبك عن درسك؟"
نفى برأسه سريعا و أجابه "لا لقد تأخرت عن الدرس بالفعل لذلك لم أدخل"

نظر آرثر بينهما ثم أومأ لابنه وتركهما .. تنهدت ايليان و قالت "رافييل يمكنك الذهاب لوالدك .. سنتحدث لاحقا"
وافقها الرأي و قبل خدها ثم خرج ليلحق والده ....

.
.
.
.

"أتعلم من هو والد تلك الفتاة ؟" أردف آرثر بجدية و هو يجلس على مكتبه و يدقق بعض الوثائق بيده .. تأفأف رافييل و سأل "مالذي تقصده؟"

رفع آرثر عينيه لابنه لأنه يعرفه جيدا و يعلم أنه يدعي الجهل بهذه اللحظة و قال "ألازلت تريد التورط معها رغم علمك بعمل والدها ؟"

أشاح رافييل عينيه عن والده لينظر لرف الكتب أمامه لثوان و أجابه "لا أهتم لذلك فبالنهاية نحن مجرد أصدقاء"

وضع آرثر الوثائق من يده و قال بابتسامة ساخرة "تلك الفتاة سبب شرودك هذه الفترة .. و لا أعتقد أنك ستفكر بمجرد صديقة طوال الوقت"

"أبي" نطق رافييل يوقفه عن الحديث فرفع حاجبه ينظر لابنه المنزعج أمامه .. لا أحد سيصدق أن آرثر مارتوس المدير الصارم عاشق القواعد كما يلقبه الطلاب يتحدث مع ابنه بهذه الطريقة ..

تنهد آرثر ثم أردف "تعلم أنني بجانبك مهما كان قرارك أليس كذلك؟"
ابتسم رافييل و أعاد رأسه للخلف ينظر لسقف المكتب ثم قال "أبي كيف تأكدت أن أمي هي المرأة التي ستقضي كل حياتك معها ؟"

أخفى آرثر ابتسامته بصعوبة لأن ابنه يبدو أنه وقع بالحب و أجابه بصدق "حين انفصلنا"

التفت رافييل لوالده بدهشة لأنه لا يعلم أنهما انفصلا من قبل واستمع لوالده حين أضاف "تشاجرنا و تركتني .. قضيت بضعة أشهر كالجحيم بعيدا عنها .. لذلك أقسمت أنني لن أبتعد عنها مجددا بعدها"

عاد رافييل لينظر للسقف بصمت وعاد والده لوثائقه بابتسامة على ثغره و هو يتذكر بداية علاقته بحبيبته و زوجته الجميلة ..

أما رافييل فعقله يخبره أنه يحبها لكنه يتجاهله و لذلك تنهد و استقام ليفعل الشيء الذي يبعده عن أفكاره .. الدراسة .. لكن ليس الصف .. سيذهب للمكتبة لعله يجد كتابا مثيرا يقرأه في حصة اللغة القادمة ...

☆☆☆☆☆☆☆

قصر عائلة مارتينيلي ....