58- زوجة الزعيم

2.5K 109 13
                                    

الطريق كان مغلق أمامها بالكثير من الرجال و بعض السيارات السوداء رباعية الدفع .. سمعت المكابح خلفها فنظرت للمرآة الجانبية تنظر للسيارات خلفها ..

المشكلة أنها لا تملك رصاصا لقتل كل هؤلاء الرجال بما تملكه من أسلحة .. رفعت شعرها على شكل كعكة و أخفت هاتفها داخل ثيابها وتجاهلت مكالمات ليوناردو ثم التفتت لآيدن و قالت "آيدن أنت تتذكر كيف تطلق الرصاص أليس كذلك؟"

أومأ لها و قال بنبرة مرتجفة "عمتي مالذي يحدث؟"
ربتت على رأسه و طمأنته "لا شيء حبيبي .. آيدن لن تنزل من السيارة حسنا .. و إذا فتح شخصا الباب أطلق على رأسه .. الرأس آيدن كما علمتك .. لا تخف ستدافع عن نفسك .. مهما حدث يجب أن تعيش .. حسنا"

حرك رأسه بسرعة نافيا و قال بينما امتلأت عينيه بالدموع "أنا خائف .. لا أريد عمتي دعينا نبقى هنا .. سيأتي ليوناردو لينقذنا"

"لا نستطيع .. هيا انزل سريعا" قالت تلتفت لتنظر للرجل الذي تقدم و وقف أمام سيارتها مباشرة و كان يقول شيئا و بسبب بلور السيارة لم تسمع شيئا مما يقوله .. كورت يديها حين رفع مدفعية بيده .. يهددها بالنزول أو تفجير السيارة ..

"أنا آسفة" تمتمت تعتذر من زوجها و كأنه يسمعها .. سيقتلها إذا علم أنها استسلمت دون مقاومة لكن من أجل آيدن لا تستطيع .. لن تعرضه للخطر و ستحميه هذه المرة .. ستحميه كي تتخلص من احساسها بالذنب تجاه شقيقها لأنها لم تتمكن من انقاذه .. حتى لو ذلك يعني موتها ..

دعت داخلها أن يصلوا قبل أن يحدث شيئا لآيدن و فتحت باب السيارة .. تنفست بعمق و وضعت قدميها على الأرض ثم استقامت لتخرج من السيارة .. وضعت يديها أمامها كي يتأكدوا أنها لا تحمل شيئا و نظرت للرجل الذي يتقدمهم و يبدو زعيمهم ..

"الطفل .. أين هو؟" سألها بلغتها الإسبانية و لعنت والدها داخلها .. و لأنها لم تجب تقدم منها خطوتين و أضاف بصوت عال "هل أنت صماء؟ أجيبي .. نعلم أنك إسبانية"

رفع أحدهم سلاحه نحوها و تقدم منها و قال يوجه حديثه للرجل الذي تكلم أولا "ماكس سنقتلها و ننهي الأمر .. لا نحتاج الأم فقط الطفل"

اعتقدوها بيرلا و ذلك واضح لها لكن لماذا يحتاجون آيدن .. هل والدها أرسلهم ؟  كان عقلها يعمل و تفكر بما يجدر بها فعله هل تسحب سلاحها و تقاتلهم أم تنتظر و ترى ما يحدث؟

شعرت بمسدس مصوب لرأسها فرفعت عينيها للرجل بجانبها وينظر لها بحدة ليخيفها .. حسنا أيعتقد أن نظراته مخيفة ؟ لم يرى نظرات زوجها ..

ابتسمت بسخرية و ذلك جعله يصرخ بها  "هل أنت مختلة .. ستضحكين كثيرا بالجحيم"
تنهدت تنظر للزعيم على ما يبدو و قد صرخ به "فتش السيارة .. سنأخذ الطفل"
تحرك الرجال سريعا لكن سبقهم آيدن الذي نزل سريعا و حضن قدميها يخفي وجهه في بطنها ..

نجمة العالم المظلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن