رسائل مجهولة

2 0 0
                                    

في الجانب الآخر، كان الأستاذ أحمدي يدخل إلى منزله المتواجد على أطراف القرية في جبل مرتفع. بيته يطل على هذا الجبل، ولا يوجد بيوت بجانبه. كان بيته بعيد عن الضجيج، يتسم بالهدوء والراحة. دخل منزله في ساعة متأخرة من الليل، ألقى حقيبته ذات اللون الأخضر على الأريكة، وغير ملابسه. أعد لنفسه كوبًا من القهوة، وأشعل سيجارته، وجلس أمام نافذة غرفته الكبيرة، يتأمل الجبال والأشجار، ويسرح في أفكاره وماضيه.

دعونا نتعرف على الأستاذ أحمد. كان أستاذًا في المدينة المجاورة، أستاذًا عبقريًا في مادة التاريخ. في شبابه، درس العلوم السياسية، وأخذ رتبة أستاذ فيها لحبه لعالم السياسة. ولكن حظه أوقع به في أن يكون أستاذ تاريخ. ولكنه أبدع في مهنته. ولظروف غامضة، انتقل أحمد إلى القرية وإلى المدرسة المتواجدة هناك، وبدأ في تعليم الطالبات، وبخاصة تلك الفتاة النجيبة التي كانت المفضلة بالنسبة له من بين الطالبات، لأنه رأى فيها الذكاء والأخلاق. كانت كاملة وواعدة، وكان يرى لها مستقبلاً باهرًا في الدراسة والحياة عامة.

فتح جهاز الكمبيوتر الخاص به وفتح البريد الإلكتروني الخاص به ليتفقد الرسائل. وجد رسالتين واردتين: الأولى كانت تحتوي ما يلي:

اليك النص المصحح لغويًا ومرتبًا:

من د. مازن
إلى طالبي وابني النجيب، أحمد

عليك مساءً يا بني أحمد. كيف حالك وأحوالك؟ أود أن أراك بشكل سريع وضروري. أتمنى منك أن تزورني وتشرفني في بيتي عند عودتك إلى المدينة. لقد وجدت لك فرصة العمر.

المرسلة الثانية كانت:

مجهول

من الممكن أنني وجدت لك غايتك ومرادك. أود رؤيتك.

أغلق الأستاذ أحمد الجهاز المحمول ولم يحرك ساكنًا. أشعل سيجارة أخرى ونظر إلى النافذة وسرح في أفكاره مرة ثانية.

Mohammed zaro

آمل في الرمادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن