استيقظت الين من نومها مبكرًا قليلاً. كانت الشمس على وشك السطوع. قامت الين بكل حماس وركضت لتحضر فطورها. أحضرت كوبًا من الحليب الدافئ. كان الجو باردًا قليلاً، لذلك أسرعت وعادت إلى غرفتها وغمرت كوب الحليب، وأخذت الكتاب الذي كانت تحلم به طوال الليل، وباشرت في قراءته والتلذذ بكل كلمة مكتوبة. أحست بكل شعور به، فهذا كان الكتاب الذي وقع عليه اختيارها.
"مغامرات في بلاد العجائب"
كان الكتاب يتحدث عن شاب وفتاة يسافران إلى بلاد خيالية، وتبدأ المغامرات الخيالية الرهيبة والأماكن والأحداث والأشخاص في هذه الرواية التي راقت للين وكانت في غاية سعادتها أثناء قراءتها. كانت مليئة بالتشويق والأحداث المثيرة التي أعجبت الين وأثارت فضولها لقراءة الرواية. لم تستطع ترك الرواية إلا عندما انتهت منها، على الرغم من أن حجمها كان كبيرًا، ما يقارب 600 صفحة. ولكن كان لها زمان طويل لم تقرأ رواية جديدة، وكان شغفها للقراءة كبيرًا.
بعد أن انتهت من الرواية، تصفحت الكتاب كثيرًا. كان الوقت ما يقارب بعد الظهر، وكان أهلها ينادون عليها من الصباح، ولكن كان عقلها مشغولاً في الرواية الرائعة التي سحرت عقلها وأروت قلبها وروحها. أعجبتها الرواية، فأنهتها ووضعتها مع باقي كتبها بكل عناية وحب.
نزلت الين لترى عائلتها. كان اليوم الجمعة، ما يعني استراحة لهم من عمل الحقل، وكانوا متواجدين في البيت. ذهبت الين بسرعة لمساعدة أمها في أعمال البيت والغداء لإخوتها الآخرين. وبعد أن انتهت من العمل، اجتمعت العائلة على مائدة الطعام، ودار بينهم هذا الحديث.
[
الام: كيف تقدمين امتحاناتك هذا السنه؟
الين: جيدا جدا. البارحه قدمت امتحان التاريخ واجبت اجابات كامله. اتوقه ان اجيب علامه كامله.
ادم: وما فائده هذا كله ولا تجنين المال ولا تساعدينا في اعمال الحقل حتى عمل المنزل اصبحتي تقصرين فيه مع امك.
الين: سوف اتخرج واعمل طبيبه وسنعيش حياه جميله واصبح دكتوره مشهوره. سوف ترى.
خالد: ومن اين لك مصاريف الدراسه والجامعه كما انه لا يوجد في القريه جامعه يعني يجب عليك ان تذهبي الى المدينه ومن سيتكلف بهذا المصاريف كلها ونحن هذا هي حالتنا.
الين: ......
الاب: انا اقول ان تخلصي هذا السنه الدراسيه وتجلسي في المنزل تساعدين امك الى حين مجئ رجل للزواج بك.
الين كانت تاكل ولكنها غصت الاكل في حلقها من هول الحدث واختنقت حتى ساعدتها امها وشربت ماء ونزل الاكل الى معدتها وصمتت.
الاب: ارى ان كلامي لم يعجبك؟
الين: ......
ادم: سوف تحتاجين الى مصاريف كثيره ونحن لا نملك قوت يومنا اكبر غلط ان وافقنا ان تكملي دراستك من الاساس.
الام: الجميع الان يصمت ويركز في طبقه ودعونا ناكل بهدوء.
قامت الين من مقعدها وهي تتمسك في اخر قوه لديها من اجل الا تبكي وتنهمر دموعها وذهبت الى غرفتها ومكثت فيه تبكي قليلا ولكن استفاقت على نفسها ومسحت دموعها وغست وجهها.
جلست على طاوله الدراسه وامسكت في ورقه وكتبت بخط عريض:
"مكتب الدكتوره المستقبلية
د.الين"علقتها على الجدار الذي امامها وفي عيونها نظره فخر وابتسامه خفيفه ثم بدات في دراسه امتحان يوم الاحد وكلها طاقه وحماس ومثابره لحلمها.
أنت تقرأ
آمل في الرماد
Short Storyفي أعماق قرية نائية محاطة بالطبيعة البكر وساحتها التي تعج بصوت الرياح العاتية، تلمع عيون نور بحلم كبير يكاد يبدد ظلام الفقر والمعاناة. الين الفتاة الطموحة التي لا تعرف الاستسلام، تحلم بأن تصبح طبيبة لتعيد الأمل والحياة لقريتها التي أنهكتها الأمراض و...