الفصل السابع

11 4 1
                                    


كانت بيلا تسير في الرواق المظلم للمدرسة، تشعر بالبرودة تتسرب إلى عظامها. كان الجو هادئًا بشكل غير طبيعي، مما جعل كل خطوة تخطوها تبدو أعلى مما هي عليه. بينما كانت تمشي، لمحت ضوءًا خافتًا ينبعث من الغرفة الأخيرة في الرواق. كانت هذه الغرفة هي غرفة صديقتها سوزي.

فكرت بيلا في نفسها: "ربما تكون سوزي هناك، هذه فرصة جيدة للتحدث معها".

بدأت بيلا تتقدم نحو الغرفة ببطء، تحس بشيء غريب. الباب كان مفتوحًا على مصراعيه، وهو أمر غير معتاد. عادةً ما تكون سوزي حريصة على إبقاء بابها مغلقًا. شعرت بيلا بالقلق يتسلل إلى قلبها، لكنها قررت أن تمضي قدمًا.

عندما وصلت إلى الباب، دخلت بيلا الغرفة بحذر. الصرخات المكتومة للمدفأة كانت تضيف جوًا من الرعب إلى المكان. ثم تجمدت في مكانها عندما رأت المنظر أمامها.

كانت سوزي مستلقية على سريرها، محاطة ببركة من الدماء. منظر صديقتها بتلك الحالة كان مرعبًا. كان واضحًا أنها قتلت بطريقة بشعة. شعرت بيلا بالرعب يتملكها، وبدأت أنفاسها تتسارع ويداها ترتجفان.

نظرت بيلا حول الغرفة بعيون مذعورة، محاولًة فهم ما حدث. كان هناك شيء غريب يلفت انتباهها: كتاب الذكريات واليوميات الذي كانت سوزي تكتبه دائمًا. ولكن صفحته الأخيرة كانت ممزقة. انحنت بيلا لتلتقط الورقات المبعثرة على الأرض، وأخذتها بيد مرتجفة ووضعتها في جيبها دون أن تدري لماذا، ربما بدافع الحماية أو الخوف.

بدأت دموعها تنهمر على وجنتيها وهي تخرج من الغرفة بخطوات متعثرة. شعرت بأن العالم من حولها ينهار، وأنها في كابوس لا تستطيع الاستيقاظ منه. كان كل شيء غامضًا ومخيفًا، ولم تعرف إلى أين تتجه أو ما الذي يجب عليها فعله.

لكنها كانت تعرف شيئًا واحدًا: يجب أن تعرف من قتل سوزي ولماذا. ومع كل هذه الأسئلة التي تدور في ذهنها، كانت الورقات في جيبها هي الأمل الوحيد للحصول على إجابات.

بدأت بيلا في العودة ببطء نحو باب الغرفة المفتوح، ودموعها لا تزال تنهمر على وجهها. بينما كانت تخرج من الغرفة، شعرت بصوت خطوات خلفها. التفتت بسرعة لتجد بعض الطلاب والمعلمين يتجمعون حول مدخل الغرفة، وقد بدأت أصوات الهمسات والقلق تنتشر بينهم.

"ماذا يحدث هنا؟" سأل أحد المعلمين بنبرة قلق.

"أحدهم اتصل بالشرطة!" صرخت بيلا وهي تحاول السيطرة على صوتها المرتعش.

مُتَشَابِك | مَارْك لِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن