أرعنٌ سطحي

57 5 6
                                    


تمالك نفسك،يونجون
ارسطو لن يتغلب عليك،قرأتَ ماهو ابشع و ابغض،لُحت العدمية بعمر صغير ليتسع دماغك المتجهم،

فلمَ لا تستطيع مواكبة سطور أرسطو؟

'الانسان هو حيوان سياسي طبعه'
لازلت اقهقه على تلك بمجرد قراءة النصف،
لأني سطحي احمق كما قال ابي حينها

استطعت رؤية اعينه ترمقني خلال الذكرى،
خلف النظارة النحيلة و صوته الاجش يرتفع

"أتضحك؟"

صفع الكتاب على الطاولة امامي و انتفضت،في السابعة،لم اكن قد اعتدت طبعه الحاد،لغمت الدموع أعيني و كدت انادي امي

لكني تصلبت و اختفى صوتي

كان يخاطبني بأعينه الفارغة،لئيمة و قاسية حتى شعرت بقلبي يضطرب خوفًا،لم يقل كلمة

غادر الغرفة،
لم اشرع بأخذ نفس قبل سماع صرخاته تتعالى في الخارج

"وتريدين مني تعليمه؟ابنك ارعنٌ سطحي!اخبرتك انه احمق مثلك و لا يشبهني!"

دوى الصراخ يلوح الغرفة حيث امكث وحدي،سمعت همسات امي تحاول اقناعه و اخباره
اني لست كذلك
اني اكثر من مجرد ابنها

تترجاه كي لا يتركنا،ليته فعل..

رفعت يدي الى اللوح،اذ بها تخونني مرتجفة،كأن رعب الذكرى عاد يصيب جسدي لا فكري

،سيكون تحت حسن ظنك،سيكون يونجون ذكيًا مثلك،سيكون يونجون لعبة فارغة الروح

انه كذلك،

تحمحمت و حاولت تنميق وضعي بالقول
"ف-في كتاب الس-سياسة"
قبحته

بدوت اشد غبائًا،تحديقاتهم المترقبة تزيد انفاسي اضطرابًا،حركت يدي كأني ازيل تشنجها و نفثتها في الهواء لأسكن ارتجافها
"لأرسطو.."

بدأت الكتابة أعلى اللوح أعطيهم ظهري

"ماخطبه؟"
سمعت هسهسة،اعادت لي جامي الذي لن استطيع صبه عليهم،الا لو بغيت ان تعرف امي بعد ثانيتين

اريد مهربًا،اريد مخرجًا،اريد رمي هذا الكتاب ارضًا و الخروج من هنا دون مبالاة

انت خبير في جعل احساسي يتوقف لساعات،
ماذا أفعل ابي؟

لا يحدث هذا حين اشرح معادلة او ظاهرة فلكية

سئم زملائي من الانتظار و بدأوا الحديث عشوائيًا،بينما ازال واقفًا كمثال للفاشل الذي لا يفقه كلمه من كل شيء

علاجٌ ثُنائي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن