شَجَن أراكني | ARACHNE'S REGRET

138 21 23
                                    

『  حقًا، لقد سبحت بعيدًا في محيط أفكاري العميقة

متجاوزًا حدود العقل والمنطق

و بغض النظر عن مدى اقترابي

بغض النظر عن الأخطاء التي ارتكبتها، والكلمات التي تفوهت بها.

إلا أنني أسعى جاهدا وراء تلك الحرية المنشودة

لذا ها أنا ذا أبدأ حوارًا مع نفسي مرة أخرى..

هل أنتَ حقًا راضٍ.. بالعيش كالعبد المقيد بلمال؟

و تستمر في السقوط بنفس الطريقة

مرتعشًا من الفزع في كل يوم جديد؟

في المرآة، أواجه أعتى مخاوفي..

لكن الصمت يوشك أن يفسح المجال لكلمات القلب.

لذا سأبوح له كيف أشعر.

.

.

أيتها النفس، كيف استطعتِ أن تكوني غافلة؟

أين كنتِ حينما كانت عائلتي تترقبني بلهفة؟

كيف سمحتِ للأنانية بأن تهيمن؟

كيف انسقتِ وراء الأوراق والأخبار على حساب حبك الأصيل؟

أيتها النفس، هل تستحق كل تلك العناوين؟

هل يستحق النجاح التضحية بالحب؟

أين كنتِ حينما ذرفت أعينهم الدموع في الليالي،

وحينما غمرت كلماتهم الشوق الصادق؟

أيتها النفس، كيف غفلتِ عن تلك العيون التي انتظرتك بالساعات؟

كيف لم تشعري بتلك القلوب التي كانت تنبض بلهفة لرؤياك؟

كيف تركتِ الدموع تتساقط من عيونهم دون أن تكوني هناك لتمسحيها؟

كيف سمحتِ للأنانية بأن تغلف قلبك وتبعدك عن دفء العائلة؟

.

.


أيتها النفس، الآن أرى الندم بوضوح

أرى الجراح التي خلفها عملي البارد

أرى الأوقات التي تبددت بلا رجعة

وأرى الحزن الذي ملأ قلوبهم الندية

الآن أدرك، وسط ظلامي، أنني فقدت الكثير..

أدرك أنني كنت أعيش في وهم النجاح الزائف

بينما كانت قلوبهم تذبل من غياب حضوري

وأرواحهم تهيم في انتظار لم يعد.

.

.

لكن هذا ليس ختام الرحلة،

أريد أن أصحح المسار،

أن أعود إلى الذين يحبونني بصدق،

أن أكون حاضرًا في لحظاتهم الجميلة.

لكنني هنا الآن، أيتها النفس، أمد يدي لأمسح دموعهم،

وأعانقهم بكل حب وندم،

أبحث عن غفرانهم وأعدهم ببداية جديدة،

حيث يكون الحب هو الدليل،

والعائلة هي الوطن، والصدق هو الفارس الذي يقودني.

أيتها النفس، سأشرع في بداية جديدة،

سأعيش للحب، للعائلة، للصدق،

سأكون لهم الأب، الزوج، الإنسان الذي يستحق حبهم،

ولن أترك النجاح يُبعدني عنهم مرة أخرى،

سأعيش لأجلهم، لأجل السعادة التي تلمع في عيونهم،

لأجل اللحظات التي تستحق أن تُعاش بصدق وحنان.

.

.

أيتها النفس، لن أسمح للندم بأن يكون نهاية حكايتي

سأجعل منه بداية جديدة

حيث يكون الحب هو الغاية

والعائلة هي الدرب الذي لا يحيد. 』

بارناباس جوناثان سميث

ECHO | صَدىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن