ECHO | صَدى

حصان طراودة | TROJAN HORSE

بعد أن عاد جوناثان إلى منزله من المكتبة، دخل إلى الغرفة المملوءة بالكتب والمجلدات، و التي كانت تبدو و كأنها تحتوي على أسرار العالم بأسره . كانت الشمس قد غابت منذ وقت طويل، و بدأت ظلال الليل تتسلل عبر النوافذ . بيديه المرتعشتين من الحماس والتوتر، ألقى جوناثان حقيبته على الأرض ، وجلس على أريكته المريحة التي كانت تبدو و كأنها تحتضنه بعد يوم طويل مرهق .

حدق في الرسالة التي كان قد وجدها في المكتبة، الكلمات تبدو وكأنها تلتف حول بعضها البعض، تشكل عُقدًا ملتبسة من الألغاز التي تنتظر الحل. رفع حاجبيه في دهشة، وأخذ نفسًا عميقًا وكأنه يحاول استيعاب تعقيد ما قرأه للتو. كانت الرسالة تحمل في طياتها لغزًا محيرًا، كلعبة ذهنية تتطلب منه أن يغوص في أعماق تفكيره ليتمكن من فك شفراتها.

"ما هذا؟"

تمتم جون لنفسه بصوت منخفض، وكأنه يخشى أن يزعج سكون الليل.

عيناه تتنقلان بين السطور، و تتبعان كل كلمة بعناية فائقة. كان يشعر بأن كل حرف من هاته الحروف يحمل مفتاحًا صغيرًا يمكن أن يقوده إلى الحل، أو ربما إلى لغز جديد أكثر تعقيدًا.

شرع في معاينة الكلمات بانتباه شديد، يحاول فك رموزها المشفرة، و تأمل في كل كلمة كما لو كانت تنتقل من الزمن البعيد إلى عقله المتأجج بالفضول. لم تكن الرسالة مجرد تعليمات بسيطة، بل كانت كما لو أنها تدعوه لرحلة بحثٍ شاقة، رحلة تبحث فيها عن معنى الأماكن الضائعة والذكريات المنسية.

ابتعد جوناثان برأسه قليلاً عن الورقة، وأغلق عينيه للحظة، محاولاً ترتيب أفكاره. كان يمكنه سماع نبضات قلبه تتسارع في صدره، وكأنها تعزف لحنًا من التوتر و الترقب.

"ما الذي يمكن أن تعنيه هذه الأسطر؟"

حاور نفسه. كانت الرسالة مكتوبة بلغة شاعرية مبهمة، ما جعله يشعر بثقل المهمة التي بين يديه.

أخذ يفكر في كل ما يعرفه عن تلك الفترة الزمنية التي تتحدث عنها الرسالة. يحاول ربط المعلومات ببعضها البعض، كأنه يحاول جمع قطع بازل كبيرة و معقدة.

"ربما تكون هذه الإشارة إلى حدث تاريخي مهم، أو ربما إلى مكان محدد كان له أهمية خاصة في ذلك الوقت."

كانت هذه الأفكار تجعل رأسه يدور ، لكنه لم يكن مستعدًا للاستسلام.

أخذ جوني يكرر قراءة الرسالة بتركيز شديد ، و شرع يحلل كل سطر منها على حدى .

" "في قلب الزمان، حيث تلتقي الأقدار،
تفتح الأبواب بمفتاح لا يرى في النهار "

البداية ستكون بالبحث عن مكان أو نقطة زمنية تجمع بين الماضي والحاضر، ربما مكان تاريخي أو أثري حيث تلتقي الأقدار وتتلاقى الأحداث والمصائر.