كان لكل من سلام وعماد حلم رسماه في مخيلتهم منذ ان كانوا صغارا ، كان سلام يحب ان يكون مهندس معماري ، فقد كان يبني من الرمال بيوتاً بدقة واتقان ، ويصنع من قطع الحديد والاخشاب بيوتاً وقصوراً مصغرة ، وكانت والدته تشجعه على ذلك ، اما عماد فقد كان يريد ان ينتمي الى قسم الفنون التشكيلية ، كان مبدعاً وفنان منذ صغره ، تحقق حلم سلام وقُبل في كلية الهندسة بعد ان تم حصوله على منحة دراسية في الهند.
لم يكن من السهل على سلام ان يترك بلدته وعائلته ويسافر الى الهند ، الا ان حلمه وشغفه ان يكون مهندساً معمارياً جعله يتخذ قراره ويشد اغراضه مودعاً امه واخيه عماد ، ثم توجه الى اخته رحمه احتضنها وودعها ، ثم مضى الى المطار حيث سوف تبدأ طائرته بالانطلاق بعد نصف ساعة ، بدت بلدته صغيرة جدا هادئة .. جميلة يكسوها الخضار عندما شاهدها لأخر مرة من نافذة الطائرة قبل ان تخفيها الغيوم عن انظاره ، مودعها على امل العودة بعد اكمال دراسته ..
كانت شوارع الهند مكتظة كعادتها بالسكان ، الضجيج في الطرق ، لم يكن سلام تعود على تلك الاجواء في بلدته ، كل ما كان يهمه هو التوجه الى جامعة دلهي حيث يستقر هناك الى ان يكمل سنواته الدراسية ، ويعود بسرعة الى بلده حاملاً معه شهادته ، مصمما عندما يعود سيصمم اجمل المنازل ، ويجري التعديلات على المباني القديمة ..
لحسن حظه كان هناك من ضمن وفود الطلاب ، اثنان منهم يتكلمون العربية عرف مؤخراً اسمائهم وبلدهم ، سالم كان من مصر ، اما هدى كانت من العراق ..
كان يقضي معظم وقته معهم يتحدثون تارة عن مدى فهمهم للمحاضرات وتارة عن بلادهم ، كان سالم من القاهرة يعيش مع ابيه وامه واختاه الصغيرتان سارة وسعاد .
لمحه والده ذات يوم عندما كان في مرحلة الدراسة الابتدائية يصنع من معداته المباني الرائعة بدقة اصابته بالذهول ، فشجعه على ذلك ووعده انه عندما يكبر سيحقق حلمه بالتأكيد ، لكن للأسف لم يسعفه معدله على ذلك ، فلجأ والده ان يكمل دراسته في احدى جامعات الهند ، وصار قرارهم جامعة دلهي ...
اما هدى فكانت الطفلة المدللة لوالدها وكانت تطمح ان تكون دكتورة اسنان واجتهدت وثابرت في دراستها الا ان الحظ لم يسعفها ، فقد تمرضت ، قريب ايام الامتحانات ولم تستطع ان تحظى بالدرجات التي تؤهلها الى ذلك خاصة في العراق تكون معدلات الطب مرتفعة وحتى الهندسة ، فأقترح والدها الذي كان يعمل في تجارة الاقمشة ان تكمل دراستها في الهند ورتب لها اجراءات التقديم .
فرحبت واقتنعت بتلك الفكرة ، بل اصبح شغفها اكبر، خاصة بعدما تعرفت على سلام وسالم وسمعت منهم حبهم للهندسة وصممت ان تكون من المتفوقين وعندما تعود الى بلدتها سوف ترمم وتعطي افكار رائعة لبناء المباني ...
وهكذا كان كل من هدى وسالم وسلام يتحدى بعضهم الاخر في التفوق واعداد البحوث ، حتى اكملوا سنواتهم الاخيرة بدرجة امتياز عائدين الى بلدهم يحملونها فخورين...
كان سلام متشوق جدا لرؤية بلدته الجميلة يحلم كيف سيلتقي بأمه وتفخر به لأنه حقق حلمه اخيرا ، الذي شجعته على تحقيقه.
ثم تساءل هل عماد ايضا حقق حلمه ؟ انا اعلم انه ملهم بذلك ، هل رسم صور بلدتنا وجسدها كأنها حقيقة ؟
ماذا عن رحمة؟ هل هي سعيدة مع رائد؟ هل اصبح لديها اطفال؟..
اه... متى سأصل ؟ لم اعد اطيق الانتظار...
أنت تقرأ
مياه حمراء
Adventureقصة خيالية عن شخص يدعى سلام تتعرض بلدته ذات يوم الى هجوم المحتل يقتل ابناء بلدته ويخرب بلدته يعد النهر الذي ساعده على الهروب من المحتل ان يعود ويحرر بلدته ويعيد لمياهه لونها بعدما اصبحت حمراء من دماء ابناء البلدة يمر بعدة مغامرات في بلدة الاقزام وال...