في وقت سابق عندما كان ماتيو برفقة بيير لن يكذب أنه كان مترددا من بيع تلك اللوحة أكثر من تردده عن اللوحة الأولى التي تحمل ذكراه و ذكرى أنطونيو... رغم أنه يملك نسخة أفضل و أحسن من هذه في بيته و يعلقها في غرفته على الجدار المقابل لسريره، لم تكن نسخة مرسومة بل لقطة صورة أصلية و عندما شدت إنتباهه أكثر قرر رسم ما رأته عيناه و ليس ما رأته الكاميرا و تلك كانت النتيجة.
في البداية تردد في بيعها حقا لكنه فقط فعلها في النهاية و قرر بيعها بما أنه يملك النسخة الأصلية و الوحيد فلا يهم الأمر و ليحدث ما سيحدث، و الأهم أن لا أحدث يعلم بحدث تلك اللوحة.
سيلوم حدس الفنان في داخله الذي يأمره ببيع لوحاته، ففي الأخير هل يتوقع الجميع بأن الفنان قد يبقي لوحاته عنده حتى لو تشكل أهمية عنده أو حتى عندما تكون جميلة للغاية؟
الفتاة في اللوحة التي رسمها في ذلك الوقت مباشرة بعدما أن عاد من اليابان ليطبع الصورة من الكاميرا، و بشكلها الرشيق لم تكن سوى يوكي كوباياشي بالتأكيد. لكنها لم تكن بالقوة و السلطة التي يعرفها بها العالم الآن... و بدلا من ذلك، صورها كما كانت في مراهقتها بشكلها الضئيل..
كانت لحظة مجمدة في الزمن، ذكرى من ماضي ماتيو لن يرغب في التخلي عنها مثل بقية ماضيه و لم يضع في حسبانه أنه قد يلتقي بها مجددا لا أكثر من تقاطع طرقهما و إلقاء السلام ربما... لكن صنعهما لتحالف وشيك في أمل لإكمال آخر عمل لم ينهياه الزعيمان السابقان لكي عشيرتهما لم يكن في حسبانه...
كانت مجرد فتاة في الثامنة عشر من عمرها لم تزعج فوضى العالم من حولها نومها وسط المرج الهادئ.. الجاذبية و الغموض التي جذبته إلى جانبها، تغير الكثير فيها خسرت وزنا ربما و أطالت شعرها أكثر و هناك شيء غائب في عينيها لم يظهر إلا في لقاءهما الأول و بعد تدهور الأمور لم يرى له له أثرا مجددا..
شيء مثل بريق من نوع ما غادر عينيها لم يكن ليقول عن يوكي أنها تفتقد بريق الحياة من عينيها... و لن يفعل يعلم أنها ليست بذلك الضعف المخيف، لكن الأمر لم يكن واضحا أيضا و هذا أسوء.
ثقتها في موقف كذلك و تعاملها معه لن ينساه أيضا، في البداية إعتقد ماتيو أن اليابانيات مجرد فتيات تتحدثن بصوت لطيف جدا و تخفن من أتفه الأشياء... يا إلاهي خاصة صوتهن الرقيق المبالغ فيه في بعض الأحيان عندما يتذمرن... ذلك يزعجه لحد النخاع.
لكنها لم تكن كذلك كان صوتها أنثويا و غير مبالغ به مثل بقية الفتيات من بني جنسها... قويا و صارما، و لم تكن من النوع اللطيف و المتوتر.
أُعجب بها و بأسلوبها فقط من اللقاء الأول، 'الفتاة الملائمة للأويابون القادم' جملة أخبره بها أنطونيو عندما عاد من اليابان في رحلته الأولى هناك.
يثق بتحليلاته لكنه شعر بالفضول للقائها لذلك طلب منه القدوم معه في الرحلة القادمة لليابان بحجة أنه يريد إلتقاط بعض الصور و يتخلص من إزعاج والده لفترة...
لم يكن الأمر كذلك فالبنسبة له بالتأكيد، لن يمدح أنطونيو فتاة من فراغ... خاصة أنطونيو و الفتيات جملة غير ملائمة و لن يجتمعا في موضوع واحد.
أنت تقرأ
اللوتس
Aksiلطالما جسد نقائها و رقيها مظهرها، مخفية ندوب ماضيها تحت واجهة البراءة. و مع ذلك، تحت المظهر الخارجي المصقول تكمن إمرأة تشكلت في نيران الشدائد، و تبحر في مياه الجريمة العكرة بإلتزام لا يتزعزع بالعدالة و روح لا تقهر تعكس مرونة زهرة اللوتس. ماذا لو شعر...