البداية مع الله ثم الحسين _رقية كريم

التبرج والتعري

وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب

التعري: هو عدم ارتداء الثياب والكشف عن عما لا يجب كشفه إمام الناس حتى المحارم. ويمكن أن يطلق التعري على التبرج من باب الكناية لأن المتبرجة التي تكشف محاسنها أمام الإجنبي كأنها تعرًّت وخلعت ما يحول بين الإجنبي وبين ما لا يجوز النظر إليه فهي كاسية لكنها عارية.

أما التبرج: هو عرض المرأة نفسها بجمالها وزينتها للرجل الأجنبي، ويشمل جميع الأعمال الصادرة عن النساء، التي يتمّ من خلالها الاستعراض والإظهار، ولفت أنظار الرجال مما قد يُؤدي إلى فتنتهم، والتأثير في قلوبهم، وله سيئات عديدة، منها:

١- التبرج يجلب اللعن والطرد من رحمة الله: جاء عن الرسول (صلى اللّٰه عليه وآله): "سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات، على رؤوسهن كأسنمة البخت، العنوهن فإنهنّ ملعونات".

٢- التبرج من صفات أهل النار:
جاء عن رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه وآله): "صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات".

٣- التبرج خارج المنزل هتكٌ لستر الله:
عن رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه وآله): "أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها، فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله (عزَّ وجلَّ)".

٤- التبرج من الجاهلية:
قال تعالى: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الاُولَى﴾ (الأحزاب: ٣٣).

٥- التبرج يسهل معصية العين:
روي عن النبي (صلى اللّٰه عليه وآله): "العينان زناهما النظر".

هذه جملة من الروايات الشريفة ويوجد أضعافها في كتب الحديث الأخلاق.

أما كيف نقنع المرأة المتبرجة بالحجاب والحشمة فذلك من خلال عرض الروايات عليها وما هو مصيرها وكيف تكون موضع لعنة الله في الدنيا والآخرة.
وتنبيهها أن لا يتلاعب بها الشيطان ولا تكون من جنوده وسبباً لإغواء الناس وأذية للمؤمنين.
كما عليها أن تستوعب منزلتها وقيمتها الحقيقية فهي ليست سلعة رخيصة يتصفحها القاصي والداني، وما هي بالتي تباع بالثمن البخص، بل هي جوهرة ثمينة مصونة لا يستحقها إلا رجل واحد يقدر الحياة الزوجية ويبذل الغالي والنفيس للحصول عليها، وترتبط بميثاق مقدس أنزله الله سبحانه، يقول تعالى في سورة النساء:﴿ وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (٢١)﴾.

والخلاصة:
لا تجعل نفسها مبتذلة، ولا تكن موضع لعنة الله، ولا سبب أذية الناس، ولتنتبه إلى قيمة نفسها فإن الجواهر تحاط بأسوار عديدة ولا تكن بمتناول الجميع.

ودمتم موفقين