عُقُوق الَوَالدِين⁴

83 40 0
                                    

السَلام علِيكم وَ رحمة الله ونظرةِ من الأمَام
نبدأ بأسم الله الرحمن الرحيم القسم الرابع من موضوع الذنوب هو العقوق بالوَالدِين:

سَ/مَا عُقُوق الَوَالدِين؟
ج/السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عقوق الوالدين وهو الإساءة إليهما بأي وجه يعدّ تنكراً لجميلهما على الولد.

س/ما نصيحتكم للابناء حول عقوق الوالدين؟
الجُوَاب:
أشدّ أنواع قطيعة الرحم، عقوق الوالدين الذين أوصى الله عزّ وجلّ ببرّهم والإحسان إليهم، قال عزّ من قائل في كتابه الكريم

: ((وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّۢ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا))، سورة الإسراء، الآية 23،

وقال الإمام الصادق(ع): ((أدنى العقوق أفٍّ، ولو علم الله عزَّ وجلَّ شيئاً أهون منه لنهى عنه))،
الكافي للشيخ الكلينيّ، ج ٢، ص ٣٤٨،

وقال الإمام أبو جعفر(ع): ((إنّ أبي (ع) نظر الى رجلٍ ومعه ابنه يمشي والابن متكىء على ذراع الأب، فما كلّمه أبي مقتاً حتّى فارق الدنيا))،
الكافي للشيخ الكلينيّ، ج ٢، ص ٣٤٩،

وقال الإمام جعفر الصادق(ع): ((من نظر الى أبويه نظر ماقتٍ وهما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة))،
الكافي للشيخ الكلينيّ، ج ٢، ص ٣٤٩.

فبرُّ الوالدين من أفضل القربات إلى الله تعالى، قال عزَّ من قائل في كتابه الكريم:
((وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا))، الإسراء، الآية 24،

وروى إبراهيم بن شعيب قال:
((قلت لأبي عبد الله(ع) إنَّ أبي قد كبر جدَّاً وضعف فنحن نحمله إذا أراد الحاجة، فقال: إنْ استطعت أنْ تَلِيَ ذلك منه فافعل ولقِّمه بيدك فإنَّه جُنّة لك غداً))،
الكافي للشيخ الكلينيّ، ج ٢، ص ١٦٢

، وقد ورد في الأحاديث الشريفة التأكيد على صلة الأمّ قبل الأب ، فعن الإمام الصادق (ع) أنَّه قال: ((جاء رجل الى النبيّ محمد(ص) فقال: يا رسول الله من أبرُّ؟ قال أمّك، قال: ثمَّ من؟ قال: أمّك، قال: ثمَّ من؟ قال أمّك ، قال: ثمّ من؟ قال: أباك))، الكافي للشيخ الكلينيّ، ج ٢، ص ١٥٩.

وينبغي الالتفات إلى أنَّ لعقوق الوالدين، آثاراً على حياة الإنسان فإنَّ العقوق يجرُّ العقوق.

سَ/اهلي يحجون علي مهما سويت ويضربوني بعض الاحيان شنو اسوي أنا؟
الجُوَاب:
وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته

يجب على من عقّ والديه بأيّ شكلٍ من الأشكال، أن يُسارع إلى التّوبة إلى الله -عزّ وجلّ- من هذا الذّنب العظيم، وتكون التّوبة من عقوق الوالدين: بالإقلاع عن العقوق، والنّدم على هذا الذنب، والعزم على عدم الرّجوع إليه، ثمّ إتباع ذلك بالأعمال الصالحة؛ لأنّ الأعمال الحسنة تُكفّر السيئات وتمحو الخطايا؛ وممّا يُدلّل على ذلك قول الله -سبحانه وتعالى- في محكم كتابه الكريم: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ)،وتجدر الإشارة إلى أنّ الاكتفاء بالاستغفار في حال عقوق الوالدين لا يُعدّ أمراً كافياً، وإنّما يجدر الحرص على التوبة، ثمّ الإحسان إلى الوالدين، وذلك بالاعتذار إليهما، والدعاء بالخير لهما، وتقبيل رأسيهما، واستعمال العبارات المُحبّبة إليهما عند الخطاب، والتواضع لهما، بالإضافة إلى إكرامهما مادياً قدر الاستطاعة، وحريٌّ بالمؤمن أن يستحضر أنّ التوبة من عقوق الوالدين هي رجوع إلى الله -سبحانه وتعالى- قبل أن تكون إقبالاً وحبّاً لوالديه؛ وذلك لأنّ الله -عزّ وجلّ- قرن طاعتهما بطاعته، وعقوقهما بمعصيته.

البداية مع الله ثم الحسين _رقية كريمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن