وسط الصحراء الشاسعة، وفي مدينة العاشر من رمضان، كانت أسرة أحمد تبدأ فصلًا جديدًا من حياتها. المدينة كانت تتطور بسرعة، وكانت الأسر تُبنى فيها من جديد كما تُبنى المنازل والمصانع. في حيّهم الجديد، كانت الحياة هادئة، محاطة بجو من الترقب والتطلع إلى المستقبل.
أحمد، رب الأسرة، كان يعمل مهندسًا في مشروع جديد بالمدينة. كان يملك رؤيةً طموحة لمستقبل أسرته في هذا المكان الجديد. إيمان، زوجته، كانت تدير شؤون المنزل بعناية واهتمام، تسعى لتوفير بيئة دافئة ومريحة لأطفالها الأربعة.
نيروز، الابنة الكبرى، كانت في الصف السادس الابتدائي. على الرغم من أنها كانت تُظهر النضج في تصرفاتها، إلا أن داخلها كان يعج بالتساؤلات والأحلام. محمد، الأخ الأوسط، كان شغوفًا بالرياضة ويحب اللعب مع أصدقائه الجدد في الحي. آية، الفتاة الصغيرة، كانت تتمتع بروح طفولية مرحة، تملأ البيت ضحكًا وحيوية. أما عمر، الأصغر، فكان لا يزال يكتشف العالم من حوله بعيني طفل صغير.
كان اليوم بداية لعطلة نهاية الأسبوع، وكانت الأسرة تستعد لرحلة إلى قرية أصولهم في محافظة الغربية. كانت رحلة تستغرق ثلاث ساعات بالسيارة، ولكنها كانت تستحق العناء بالنسبة لهم، حيث أنها فرصة للقاء الأهل والأصدقاء القدامى. استيقظ الجميع مبكرًا، وبدأت إيمان في تجهيز الحقائب والأطعمة للرحلة. كانت السيارة جاهزة، مليئة بالحقائب والأطفال المتحمسين.
أثناء الرحلة، كان أحمد يقود السيارة بحذر على الطريق السريع، بينما كانت إيمان تحاول إبقاء الأطفال مشغولين. نيروز كانت تجلس بجانب النافذة، تحدق في المناظر الصحراوية المتغيرة ببطء، وتفكر في أصدقائها في القرية والألعاب التي كانوا يلعبونها معًا.
عند وصولهم إلى القرية، استقبلهم أهلها بترحاب وحب. كان بيت العائلة في حارة كبيرة، مليئة بالحياة والألفة. العائلة كانت معروفة في القرية بحسن المعشر وكثرة العلاقات الطيبة. جنات ورحيق ومحمد، أبناء عمهم، كانوا في انتظارهم بحماس.
أثناء تواجدهم في القرية، كانت نيروز تستمتع باللعب مع أصدقائها القدامى. ومع ذلك، كانت مقيدة بأوامر والدها الصارمة. لم يكن هناك إنترنت أو هواتف ذكية لتشغلهم؛ كان الترفيه يقتصر على التلفزيون وألعاب الطفولة التقليدية. كانت هذه القيود تزيد من رغبة نيروز في التحرر، لكنها كانت تعلم أن والدها يفعل ذلك بدافع الحب والخوف عليها.
في هذا الجو المشبع بالحب والتحديات، كانت نيروز تحلم باليوم الذي ستتمكن فيه من كسر هذه القيود واكتشاف العالم بنفسها.
~~~~~~~~~~~~~~~
مع اطيب التحيات
دنيا كمال
أنت تقرأ
"بين قيود وأجنحة"
Short Story"بين قيود وأجنحة" وصف الرواية:- "بين قيود وأجنحة" هي قصة نيروز، الفتاة التي نشأت وسط تحديات وصعوبات، لكنها لم تستسلم للقيود التي فرضتها الحياة عليها. بفضل إصرارها وشجاعتها، استطاعت نيروز أن تحقق أحلامها وتكتشف إمكانياتها الكامنة. هذه الرواية ليست فق...