# مـا _بـيـن_ الأبيــض_ والأســود.( متوقفة حالياً)

الأول

الفصل الأول.

أحياناً كثيرة نبكي، نتألم، نصرخ، ننتحب الدنيا والحظ والظروف معًا، ولكن يبقي كل ذلك خلف قناع جامد وصلب، خلف ضحكات صاخبة، أو خلف مزاح سخيف طيلة الوقت.

وقفت بعد أنتهائِها تطالع هيئتها أمام تلك المرآة المستطيلة، لا تنظر نحو فستانها بلون النبيذ الذي ينساب على جسدها النحيف بعض الشئ، ولا نحو خصلاتها المُلملة على شكل كعكة للأعلي، بل نحو وجهها الذي تحدده مساحيق التجميل الرقيقة، فتُظهر جمال ملامحها وتضيف لها حدة وقوة لاقت بها كثيرًا.

فاقت من شرودها فى ملامحها على لمساتٍ تسير بطول ذراعها العاري، أصابتها بقشعريرة، وزاد ذلك الهمس الخافت جوار أذنها من معدل نبضاتها.
_ خلصتي يا روحي ؟؟

هزت رأسها بنعم، وهي تحاول التحرر من أنامله التي تسير على ذراعها، وأنفاسه التي تخبط بأذنها، فأبتعدت وهي تنظر له بعينين واسعتين تحمل من الجرأة ما يكفي، فأبتسم بمكر وهو يميل نحوها، فوضعت كفيها على صدره، تقول برقة.
_ الضيوف مستنينا تحت، مينفعش نتأخر عليهم أكتر من كدا.

زفر بإستسلام وهو يبتعد عنها، بينما أقتربت تتأبط ذراعه حيث أشار لها، وهي تبتسم برقة رافعة عنقها الطويل بخيلاء، لاقت بها وبأن تكون وبجدارة زوجة "فريد الصاوي".

______________

هبطت معه تلاحقها الأنظار، منها الحاقدة والحاسدة، ومنها مَن تتمني لو حظت بمكانها، أبتسمت بغرور على تلك النظرات، وتشبثت بقوة بذراع زوجها كأنها ترسل رسالة واضحة للغاية بأنها وحدها مَن وصلت لتلك المكانة، ولا غيرها تستطيع أو تستحق.

تقدم "فريد" يحاوط كتفها وهو يقول كلمته التي سكت لها الجميع وأصغت لها الآذان، فى مشهد  رومانسي لأقصي درجة، لـ زوج عاشق لأمرأته.
_ أنهاردا كان لازم أحتفل، بمرور سنة على أجمل شئ حصلي فى حياتي.

ثم أمسك كفها يرفعه لفمه ويطبع عليه قُبلة طويلة حانية للغاية، وهو يُكمل حديثه.
_ كل سنة وأنتِ معايا يا روحي.

ثم أختتم مشهده وهو يُخرج من علبة مخملية سوداء، سلسال يلمع بشدة، قد سرق لُب الجميع وأتسعت الأعين متعجبة له، ألبسها إياه، وقد ختم ما يفعله بكلمة واحدة.
_ بحبك.

علت همهمات الإعجاب والبعض صفق لهذا الزوج المثالي الذي من وجهة نظر الجميع لا يُوجد مثله، وفى ظل هذا المشهد الذي تعِشه أمامه ووسط الجميع، تقدمت تُقبله بخده دون الإكتراث للمتواجدين.
_ ميرسي يا حبيبي، ربنا يخليك ليا.

حبيبي، كلمة سرقت لبه وأنفاسه، كذلك أفعالها ولمساتها وأنوثتها، كل شئ بها جعله أسير لها ولنظرة واحدة من عينيها.

علت بعض الموسيقي الغربية الكلاسيكية، وقد أنشغل البعض عن هذا الثنائي، ليقترب أحد أصدقاء "فريد" وشريك عمله أيضًا، يبتسم وهو يقول.
_ عقبال العمر كله مع بعض أن شاء الله.