كتاب الهوي

25 1 0
                                    

كانت تغوص تحت مياه (البانيو) ومن حولها الكثير من لفائف التبغ المنتهية، ليست معتادة علي التدخين ولكن تلك الأوقات التي تحتاج بها لشئ تُخرج به أثقال روحها، تتجه لتلك المادة المليئة بالسموم وتعبء بها رئتيها وخلاياها ..

ظنت أنها ستهرب من أفكارها التي تطاردها بذلك الحمام البارد، ولكنها لم تُصيب الظن، فها هي أشباح الماضي تهاجمها وتحاوطها من كل أتجاه.

ذهب عقلها دون إرادة منها لتلك الذكري ..
كانت تقف أمام المرآة القابعة في غرفتها، تدور حول نفسها وبكفيها تمسح علي خصرها وهي تطالع أنعكاسها وهناك أبتسامة مُعجبة ترتسم علي وجهها، فاتنة هي!

جاءها تعليق "ميادة" وهي تطلق صفارة الإعجاب.
_ الفستان خطير عليكِ يا هند، حقيقي تحفة تحفة.

هزت "هند" رأسها برضا وهي تقول.
_ مبسوطة أوي يا ميادة أن الفستان طلع زي ما أنا عايزة، كان ممكن يحصلي حاجة لو كانت طنط ميرفت بوظته.

قالت "ميادة" مُطمئنة.
_ بس هو حقيقي مظبوط عليكِ جدًا وزي ما كنتِ عايزاه بالظبط، طنط ميرفت برضو مش أي خياطة.

تنهدت "هند" وهي تأوم برأسها، فهي لم تكن لتتنازل عن فستان أحلامها الذي رسمته بمخيلتها كثيرًا، بينما هي منشغلة بالنظر للفستان والإعجاب به، أخرجت "ميادة" هاتفها وعلي غفلة ألتقطت صورة لـ "هند" التي سمعت صوت تصوير فأستدارت لها لتقول بخبث.
_ تعرفي يا بت يا هند، أنا هعمل جميلة في أسماعيل وهبعتله صورتك بالفستان، أهو نعرف رأيه فيه بالمرة.

صاحت بها "هند" وأندفعت نحوها تحاول أخذ الهاتف بالقوة وهي تنهرها.
_ لا يا ميادة متهزريش.

بينما تعالت ضحكات الأخري وهي تضايقها بقولها.
_ لا مبهزرش وهبعتله الصورة.

أنقضت عليها "هند" وهي تصرخ.
_ وحياة ربنا يا ميادة لو عملتِ كدا فعلاً لا أنتِ صاحبتي ولا أعرفك.

نطقت "ميادة" من بين ضحكاتها بصعوبة.
_ واطية.

أخذها عقلها الذي لم يرحمها وغرق بها في ذكري أخري، ذكري أشد ألمًا وقهرًا، يوم كانت تراهُ للمرة الأخيرة سرًا علي سطح بنايتهم.

_ طيب أنتِ ليه زعلانة دلوقتي ؟؟

نظرت له بحدة من بين أهدابها الكثيفة ونهرته بقولها.
_ أنت بجد بتسأل يا أسماعيل؟؟ مش شايف أن من حقي أزعل ؟؟

تنهد بصبر وهو يقول.
_ يا حبيبي أفهميني، أنا اليومين اللي فاتوا دول كنت مضغوط أوي في الشغل وتجهيزات الخطوبة، والوقت سرقني وفجأة أكتشفت أني لسه مجبتش البدلة، فأتصرفت ونزلت علي السريع أنا وطه وجبناها.

أزداد ضيقها وتذمرها وقالت بعتاب.
_ يعني نزلت تجيب بدلة خطوبتنا مع طه بدل ما تنزل تجيبها معايا، أنت عارف الحركة دي تفرقلي قد أيه ؟؟

# مـا _بـيـن_ الأبيــض_ والأســود.( متوقفة حالياً)Where stories live. Discover now