كان الهاشيرا كلٌّ قد ذهب إلى كل مكان من الممكن ان يكون فيه سانيمي ولكن لم يجده أيٌّ منهم...،في هذه الأثناء كان تانجيرو يؤدي دوره ملتفّاً حول غابة الصنوبر وقد اقترب من النقطة التي بدأ منها بعدما بعدما كان قد دخل كل التعرجات والأزقة بين البيوت حول الغابة
كان غينيا قد مسح الغابة تقريبا ولكن قبل ان يفقد الأمل رأى دخانا خفيفا ولاحظ انه يتصاعد من مدخنة كانت بدايتها العلويّة تظهر من بين الأشجار الكثيفة فركض مسرعا نحوها وعندما وصل وجد منزلا ريفيّا جميلا من القرميد البنّي المشوب بالأحمر ..وقف بضع ثوانٍ ثم طرق الباب،انتظر قليلا ثم سمع صوتا رقيقا يقول
_أخي!
ثم فُتِحَ الباب فوجد أمامه فتاةً مشاعرُ السعادةِ تشعّ بقوة من بين ثنايا وجهها وكادت تخرج من المنزل لضمّه ولكنّها حين استوعبت وجهه تعثّرت بدرجة الباب ووقعت بين يديه.صار وجه غينيا أحمرا وكانت الفتاة تنفض ملابسها دون سبب وقد شعرت بالإحراج.
_آسفة لقد ظننتك أخي
ثم نظرت قليلا إلى وجهه وقالت متفاجئة
_يا إلهي! إنك تشبهه لدرجة غير معقولة! حتى أنكما تملكان الندبة ذاتها على وجهيكما!
_أنا و...أخاكِ ؟
_لا! ..لا ليس أخي!....من أنت ولماذا أنت هنا؟
_ب...بصراحة إنني أبحث عن أخي ..هل..
ضحكت الفتاة ضحكة خفيفة وانتعلت حذاءها وأغلقت باب المنزل خلفها بيمينها دون ان تنظر وقالت مبتسمة
_وأنا ايضا أبحث عن أخي!..هيا لقد كنت ذاهبة للبحث عنه لِمَ لا تذهب معي ربما نعثر على كليهما!
_استغرب غينيا ولكن الفتاة سبقته ولم تدع له مجالا للتفكير فتبعها.بعدما توقفت بداية الزلزال ....انتشرت سخونة غير طبيعيّة داخل البئر وبدأ عرق زينتسو و إينوسكي يتصبب بشدّة وللمفاجئة غير المتوقعة بدأت مياه قاع البئر بالغليان بشدّة وشعر الاثنان انهما يُطبَخان ،صرخا معاً
_زينتسو لنفترق! _إينوسكي دعنا لا نفترق!نظر اينوسكي الى زينتسو نظرة فاقد الأمل ثم قال له
_حسناً..لنذهب من هنا
و أشار إلى مدخل مظلم مرعب يقابل مدخلاً مقابل له من الطرف الآخر لهما.
ولكن زينتسو أوقف صديقه وأغمض عينيه قليلاً وقال
_ لا ...الحرارة تنبعث من الجانب الآخر
توقف اينوسكي وحاول التركيز كما فعل زينتسو
_حقا! هيا بنا !كان غينيا يمشي مع الفتاة من طريق جديد لم يكن يعرف عنه
_ولكن ما هذا المكان؟ لقد بحثت في كل انحاء الغابة ولكنني لم انتبه لوجوده!
أجابت بابتسامة
_لا أحد ينتبه لوجوده حقاً!..لقد دخلنا من بين الأشجار والنباتات التي تغطّي سياجاً يفصل هذا المكان عن الغابة...لكنني أراهن أنك انتبهت أو حفظت المكان حتّى! وضحِكت
_حقاً!...لم انتبه،هذه أول مرة ازور كل انحاء الغابة ناهيك عن هذه المنطقة ، وبصراحة لقد فوجِئت جداً لوجود منزل في منتصف الغابة..معروف عن غابة الصنوبر أنها موطن للحيوانات البرية وأشجار الصنوبر فقط
_ لقد بنى والِدي هذا المنزل بعيداً عن الناس وكان يخاف علينا منهم أكثر من خوفه من الحيوانات البريّة...كان يحبّنا كثيرا ولكنه كان رجلاً متديٍناً ومتعصّباً جداً لدينه....ذات يوم ذهب إلى المعبد القريب من الغابة وقد كان هو الكاهن الأكبر فيه...كان من المحرّم على الكهنة أن يتزوّجوا فما بالك بإنجاب الأطفال...لذلك كان والدي يخشى أن يكتشف الناس أمره..
ولكن في ذلك اليوم كان أحدٌ ما قد اكتشف الأمر..وكان باقي الكهنة و رجال الدين يعدّون كميناً لمعاقبة والدي،عندما وصل إلى المعبد..وجد أن أحداً لم يكن قد وصل لتأدية العبادات...أدى عباداته وخرج...ولكن فور خروجه من باب المعبد صار رأسه داخل كيس قماشي ونال ضرباً مبرحاً..ثمّ تم تعليقه على عمود خشبي أمام المعبد و أُضرمت به النار...
كان غينيا يصغي بتأثّر ووجه مليء بالصدمة
_لم يكتفِ الرجال بأبي فأتوا إلى منزلنا و كسروا الباب ولكن والدتي كانت قد نجحت في تهريبنا من نافذة المطبخ في الجهة المقابلة من باب المنزل...كنا نركض ونسمع صوتها وهي تصرخ..لا نعلم كميّة العذاب الذي ذاقته قبل قبل موتها،لم يكن باستطاعتنا فعل أيّ شيء سوى الركض والبكاءبينما كنّا نهرب....واجهنا رجلً يحمِل سكيناً...شعرنا بخوف شديد ولكنه وللمفاجأة ساعدنا على الهرب ووعدنا بأن يقول أنّه قتلنا
اكتشفنا هذا المكان الذي نمشي فيه الآن أنا وأخي أثناء هروبنا...إنه مكاننا السري... المكان الذي اختبأنا فيه لمدة اسبوعين خوفاً من إخلاف الرجل لوعده....انه مكان لا يختلف عن الغابة إلا بقلّة الحيوانات وكثرة النباتات كالتوت والفطر ووجود نبع صغير وهذا ما ساعدنا على البقاء أحياء تلك المدّة
_وعندما عدتما....إيت..
شعر أنه لم يكن ينبغي عليه دفعها إلى مواصلة الحديث ولكنها أكملت_عندما عدنا....كانت أرضية المنزل والجدران مليئة بالدم المتيبّس...وكانت أمي...._اجتاحت الغصّة حلقها_
كانت ملقاةً على الأرض وقد شوِّه وجهها وخرجت أحشائها ....
انفجرت الفتاة بالبكاء
_هذا يكفي...لا عليك ....ل..لنجلس قليلا
كان غينيا لا يعرف كيفية التصرف في هكذا مواقف...فجلس جامداً أمامها بينما تُكفكف دموعها.عندما هدأت تحدثت عن أخيها وكيف اختفى
_هل من الممكن أن يكون لاختفاءه علاقة بما جرى مع والدك؟
_ما..ما الذي تقصده؟!..
أنت تقرأ
قاتل الشياطين شينازوغاوا سانيمي هاشيرا الرياح
Fiksi Remajaلمحة من أحداث يومٍ كان من شأنه أن يغيّر حياة سانيمي للأبد "في اليوم الذي يليه وقعت بالحب" لم اتخيّل في حياتي انني سوف أكون ممتنا لتلك القملة النتنة! غينيا متعلق حقا بأخيه الكبير! لماذا يبحث الجميع عن سانيمي وما قصة المعبد؟ _هل سأعود إليها؟...لا لن أ...