٣-《حلم أم واقع》

108 29 19
                                        

هاري والتر
أين أنا؟ ومن هؤلاء الناس؟ ماذا يحدث؟ لماذا ينظرون إليّ وكأنني غريب؟ ولماذا ينادونني بالمؤدي الثانوي؟ لحظة... كنت طالبًا في كلية الحقوق، وميسور الحال، فما الذي قد يضطرني لأن أكون بمنظر المتسولين هكذا؟ والأدهى أنني في الشاطئ ذاته... لحظة... أين مورينا؟ مورينا...


■■■

شعر بالارتباك يتسلل إلى عقله، وكأن كل شيء حوله قد انقلب رأسًا على عقب، فكان الناس ينظرون إليه بفضول، وكأنهم يشاهدون مشهدًا غريبًا وكلما كان يدلف تجاه الرمال، كلما بدا له الأمر مشوشًا.

رأى مقعدًا في المنتصف، يحوطه الكثير من طاقم التصوير، تجلس عليه سيدة بشعر أسود لامع، بأزياء مريحة ونظارة شمسية، تتمسك بمصداح تتحدث فيه.

توقف للحظة، غير مصدق لما تراه عيناه! كيف يمكن أن تكون هنا؟ ولماذا تبدو وكأنها جزء من هذا الطاقم؟ حاول أن يجمع شتات أفكاره، لكن الصدمة كانت أكبر من أن يستوعبها، فأخ يردد بصياح هستيري، محاولًا جذب انتباهها:
- مورينا! مورينا.

مما جعل مورينا تتحير مما يريده هذا المجنون فكانت تقول بخاطرها:
" هل جن يناديني هكذا دون أن يحتفظ بالألقاب؟ ولكن لحظة، أشعر أني رأيته في مكان ما. "

لم تتحمل هيستريته وهي تراه ينادي على اسمها، فأمرت أحد رجال الطاقم بسحبه إليها وأخذ يحاول أن يلتقط أنفاسه، ينظر حوله ومن ثم نظر باتجاه سيدة في الثلاثينيات، شعرها أسود غزير قصير وأملس وترتدي نظارة شمسية سوداء وترتدي ملابس عصرية، تمد يديها له، في إشارة منها أن تساعده على النهوض وقالت:
- ماذا بك، ها قد أتت المخرجة مورينا بنفسها، ماذا تريد منها؟

شعر هاري بالارتياح قليلاً، لكنه لم يستطع التخلص من الشعور بالغرابة، فكان كل شيء حوله يبدو غير منطقي ومشوش، ولكنه في الأقل وجد أحد قد يرشده وهي بالطبع، مورينا.

هاري والتر
إنه صوت أعرفه جيدًا ... هي ... هي ... مورينا سميث؟ إذًا هي ... هي بخير، ولكن ماذا يحدث.... كيف ... كيف تركت مجال الحقوق وتعمل بالإخراج! أعي جيدًا إنها حبت الإخراج، ولكنها ... لكنها لحظة، أنها تبدوا أجمل، بل أقصد أكبر في العمر قليلًا.

قاطع شروده، صوت مورينا التي لم تفهم لما ينظر لها الشاب كذلك، خلعت نظارتها الشمسية، مما جعل عينيها الزرقاء تظهر بإشراق، ابتسمت وقالت:
- لن تخبرني ماذا تريد مني ! ولما كنت تنادي علي! حسنًا، هل يمكننا العودة إلى التصوير يا سيد .....

أعادت السؤال عليه مجددًا لأنه لم يجيبها ولا تزال عينيه مثبته عليها، وقبل أن تغادر متأففة، قاطعها بقوله:
- أنا ... هاري ... هاري والتر ... أخبريني ماذا يحدث معي يا مورينا.

ليلة صيفية.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن