في حديقة هادئة، كانت فتاة صغيرة ذات شعر بني طويل وعيون عسلية جميلة تُطلق العنان لإبداعها من خلال لوحة فنية. لم تكن الرسمة مثالية، لكنها كانت تُمثل تحفة فنية بالنسبة لها. وفجأة، تصطدم كرة ركلها بعض الأولاد المشاغبين برأسها ."أحمق!" صرخت بنية الشعر ، ووضعت دفتر الرسم الخاص بها على الأرض ونهضت غاضبة.
"نحن أسفون " قال أحد الأولاد، وتقدم ليحمل الكرة. لكن الفتاة تلتقطها وترميها بعنف نحو منزل جارهم، ذلك الرجل العجوز الذي يُصدر دائمًا شكاوى بسبب رميهم الكرة في حديقته.
"اذهب واحضر الكرة الآن!" أمرت بنية الشعر بصوت حازم، ووضعت يدها على خصرها.
"لعنة ماذا فعلتِ... باكوغو، افعل شيئًا!" قال أحد الأولاد، مناشدًا صديقه باكوغو.
يرد عليه باكوغو بلامبالاة: "الكرة كرتك، لا يهمني."
" لكن انت من رميتها عليها " قال الولد .
"جبان... أنت تخاف من فتاة صغيرة... جبان... جبان..." لم تكمل الفتاة كلماتها المستفزة عندما سمعت صراخ صاحب المنزل: "أيها الأوغاد، سأقضي عليكم!"
حاول الأولاد الهرب، لكن قبل أن يتمكنوا من ذلك، خرج الرجل ومعه سكين لثقب الكرة.
"من رماها؟" سأل الرجل بصوت غاضب، فأشار جميع الأولاد إلى الفتاة ذات الشعر البني. لكنها لم تتردد واتهمت باكوغو ، ذلك الفتى ذو الشعر الأصفر و العيون الحمراء: "ذاك الأشقر الذي يشبه القنفذ!" قالت، مشيرة إلى باكوغو.
"أيتها اللعينة، أنا لم أفعل شيئًا! أنتي من رميتها في منزل هاذا العجوز!" قال باكوغو، واقترب منها غاضبًا وأمسكها من ياقتها.
"أنت من رماها علي عندما كنت أرسم لهاذا أردت تعليمك درسا فرميتها !" قال بنية الشعر .
"لا يهمني!" قال الرجل، ونفذ تهديده بقطع الكرة. ثم اتجه نحو دفتر رسمها ومزقه دون رحمة، وقال: "هكذا ستتعلمون درسًا."
"أيها العجوز المتذمر، لماذا مزقتِ لوحاتي؟" سألت بنية الشعر بصوت متهدج، بينما بدأت عيناها تمتلئان بالدموع.
"أنتِ تستحقين ذلك!" قال باكوغو بسخرية.
"اصمت أنت!" صرخت عليه، ثم اتجهت وحملت أقلامها، وقالت: "لو لم تمزق هذا الدفتر، لكنت قد رأيت طيف رسمتك أيها العجوز المتذمر."
بهذه الكلمات المُبهمة، غادرت بنية الشعر الحديقة تاركةً وراءها مشاعر الحزن والغضب، بينما ظلّت تشتم ذلك الرجل و أولائك الفتيان طوال الطريق.
________________________
•في اليوم التالي•
"ألم تتعلمي درسًا مما حدث بالأمس؟" سأل باكوغو بينما كان جالسًا فوق شجرة في الحديقة. رفعت الفتاة ذات الشعر البني، رأسها ونظرت إليه. لم تردّ في البداية، بل ظلت تحدّق في السماء الغائمة، وكأنّ أفكارها كانت بعيدة. و أخيراً، قالت بصوت هادئ:
أنت تقرأ
حــبٌ فــي مــواجهة الــزّمن || Bakugou Katsuki
Randomبَذُورُ الْحُبِّ زَرَعَتْ فِي قَلْبِي مُنذْ نُعُومَةِ أَظْفَارِي، لَمْ أَدْرِكْ مَعْنَى تِلْكَ الْمَشَاعِرِ إِلَّا بَعْدَ أَنْ افْتَرَقْنَا، وَحَدَهُ الزَّمَنُ كَانَ قَادِرًا عَلَى أَنْ يُنْبِتَ تِلْكَ الْبَذُورَ وَيَجْعَلَهَا تَنْمُو لِتَصْبَحَ شَج...