Part 10

128 8 0
                                    

استيقظت بريتا على صداع نابض كأنه مسمار يغرس في رأسها، وحبالٌ خشنة تخنق معصميها و ساقيها ، وتترك علامات حمراء عميقة على جلدها الأبيض. كانت مرمية على الأرض الترابية الرطبة، جسدها ملقى بشكل مهين، وكأنها قطعة قمامة. حاولت النهوض، لكن الحبال شدّت عليها كأنياب وحش، وألقت بها أرضا مرة أخرى. شعرت بالدوار يغشي عليها، والبرد القارس يخترق عظامها.

بدأت تدرك ببطء مريع ما حدث لها، المكالمة الغامضة، الصوت المجهول الذي هددها ، ثم الفراغ الأسود الذي ابتلعها. حاولت تحريك ساقيها، لكن الحبال كانت متشابكة حولها كالأفعى، تمنعها من الحركة.

"أين أنا؟" همست بصوت خافت، وكأنها تخاطب الصمت المطبق الذي يحيط بها. رائحة العفن والرطوبة تختنق بها، والبرد القارس ينفذ إلى عظامها.

_______________________


"سحقا، أين اختفت هذه اللعينة؟ حتى هاتفها مغلق! هل وقع لها مكروه؟" تمتم باكوغو بأسنان مشدودة، وهو يبحث بعينيه القرمزيتين عن أي أثر لبريتا. كان قلقه يزداد مع كل ثانية تمر، وقلبه ينبض في صدره كطائر محبوس في قفص. تصور أسوأ السيناريوهات تتوالى في ذهنه، كل منها أكثر رعبا من سابقه. بعد أن فتش كل ركن في الوكالة بلا جدوى، نزل إلى الطابق السفلي حيث كان الموظفون يستعدون للانصراف، وجهه شاحب وعيناه تبرقان بغضب مكتوم.

"هل رأى أحدكم بريتا؟" سأل بصوت أجش، وكأنه يئن، وكلمات السؤال كانت تخرج من بين أسنانه المطبقة.

"منذ ساعة أخبرتني أنها ستخرج للقاء أحد و تعود لكنها لم تعد بعد" أجاب أحد الموظفين بتردد، وهو يتجنب النظر إلى باكوغو الذي كان يحدق فيه بنظرة ثاقبة، وكأنه يحاول قراءة أفكاره.

اشتعلت شرارة الغضب في أعماق باكوغو، فقبضته أصبحت مشدودة لدرجة أن عروقه بارزة. كيف تجرؤ بريتا على الاختفاء هكذا دون أن تخبره؟ هل كانت تخطط لهذا؟ أم أن هناك من خطفها؟ تساؤلات كثيرة ملأت رأسه، وكل منها كان يزيد من قلقه.

"هل تعرف من كان هذا الشخص الذي ستلتقيه؟" سأل باكوغو الموظف بصوت هادر، وكأنه يهدده.

تراجع الموظف خطوة إلى الخلف، خائفًا من غضب باكوغو، "لا أعرف ."

أومأ باكوغو برأسه، ثم التفت إلى بقية الموظفين "هل هناك من رأى بريتا تغادر الوكالة مع هذا الشخص؟"

هز الجميع رؤوسهم بالنفي، فلم ير أحد شيئًا. شعر باكوغو بالإحباط، فكل الأدلة تؤدي إلى طريق مسدود. ضرب الأرض بقدمه بغضب ثم إلتفت للذهاب ليسمع صوت خلفه يقول " سيدي يمكنك رؤية كاميرات المراقبة لأنها قالت إن هاذا الشخص أتى إليها هنا."

حــبٌ فــي مــواجهة الــزّمن || Bakugou Katsuki حيث تعيش القصص. اكتشف الآن