Part 18

69 5 0
                                    

"هل تقبلين الزواج من السيد باكوغو كاتسوكي؟" سؤال تردد في أذني بريتا وكأنه لحن ساحر. نظرت إلى باكوغو، فارس أحلامها، جالساً أمامها في بذلة سوداء أنيقة تبرز ملامحه القوية. قلبها يدق بعنف في صدرها، وعيناها تتألقان بشوق وحب. ابتسامة عريضة رسمت على شفتيها، وهي تجيب بصوتٍ مرتجفٍ مليء بالسعادة: "نعم، ألف مرة نعم".

انطلقت صيحات الفرح من الحضور، مملئة القاعة بأجواء من الاحتفال. عندما حان دور باكوغو، بدا وكأنه أسد يهمس قبل أن ينقض على فريسته. عيناه تتألقان بشدة، وابتسامة عريضة تشق طريقها عبر وجهه الصارم المعتاد. "نعم أقبل "، قالها بصوت جهوري يرتجف قليلاً، كأنه يكافح لإخفاء مشاعره المتضاربة من السعادة والدهشة.

"و بهذا أعلنكما زوجا وزوجة... يمكنك تقبيل العروس."

رنّت الكلمات في الأجواء المشحونة، فاندلعت الهتافات الحماسية، خصوصًا كلمة "قبلة" التي ارتفعت بصوت عالٍ. ارتسمت على وجه باكوغو نظرة استياء شديد، وكأن هذا الاحتفال كله لم يكن سوى إزعاج مزعج . بصوت جهوري هدر: "أغلقوا أفواهكم أيها الأغبياء!"

"باكوغو، حتى في يوم زفافك عليك أن تصرخ!"، ضحك كاميناري بصوت عالٍ، صوته يرتد عن جدران القاعة الفخمة. لكن باكوغو لم يرد سوى بنظرة قاتلة كافية لإسكات الجميع. ابتسمت بريتا بخجل، ودفعت قدمه برفق: "هيا، لننهِ هذا سريعًا".

أطلق باكوغو زفيراً عميقاً، وكأنه يحاول تهدئة بركان داخلي. كانت عيناه تحدقان في بريتا بعشق عميق، ثم، انحنى نحوها ببطء، وكأنه يسقط في هوة من الشوق. في لحظة، التقت شفاههما في قبلة حارة، كأنها انفجار عاطفة مكبوتة. صمتت القاعة فجأة، وكأن الجميع كانوا يحبسون أنفاسهم، خائفين من أن يكسر هذا الصمت السحري.

استمرت القبلة لثوانٍ طويلة، بدت وكأنها أبدية، وفيها تحولت كل المشاعر المتوترة إلى دفء وحب. عندما انفصلت الشفاه، كانت الابتسامة لا تزال تعلو وجه بريتا، بينما كان باكوغو يحدق فيها بعيون مليئة بالدهشة والحب. "أنتِ لي الآن"، همس باكوغو في أذنها، فاحمر وجهها خجلاً. "ولأبد"، ردت عليه بريتا، وهي تضم يدها بيده، وعيناها تتألقان بسعادة.

انتقل العروسان إلى القاعة التي كانت تشبه حديقة خيالية، بألوانها الباستيل الناعمة وأضوائها الخافتة التي تعكس بريق الكريستال. كانت الكعكة البيضاء المهيبة تتوسط القاعة، تزينها ورودٌ بيضاء وحمراء كأنها قلوب تنبض بالحياة. بدأ الحفل برقصة العروسين، التي كانت بطيئة ورومانسية كحركة السحابة البيضاء. كان باكوغو يرقص مع بريتا بحذر وكأنه يحمل كنزًا ثمينًا، وكانت بريتا تستند إليه بثقة.

بينما كانا يرقصان، اقترب دينكي من كيريشما وهمس في أذنه، عيناه تتألقان بالمرح: "من يصدق أن باكوغو، الفتى المتفجر، يرقص بهذه الرقة؟ يبدو وكأنه في عالم آخر!" ضحك كيريشما بصوت خافت، عيناه تتبعان باكوغو وبريتا: "الحب يفعل العجائب، أليس كذلك؟"

حــبٌ فــي مــواجهة الــزّمن || Bakugou Katsuki حيث تعيش القصص. اكتشف الآن