كانت الصالة تعجّ بسيارات فائقة الأداء، كل منها تحفة فنية متحركة. ألوانها الزاهية كانت تتنافس مع الأضواء الساطعة، وتصميماتها كانت كأنها خرجت من أفلام الخيال العلمي. بريتا، بعيون متوهجة كنجوم الليل، كانت تتجول بين هذه المعروضات الفنية. عندها، رصدت ما تبحث عنه سيارة رياضية حمراء لامعة، كأنها قطرة من الدم على الثلج. خطوطها الانسيابية كانت تجذب الأنظار، وعجلاتها كانت ترمز إلى القوة ا. لمحت لمحة من شعار الشركة المصنعة، وهو يتألق كجوهرة على غطاء المحرك، مؤكداً على أصالتها ونبراتها الرياضية.
"ألا تعتقدين أنها مثالية؟" سأل باكوغو بصوت هادئ، عيناه تتألقان بنفس الشغف الذي يلمع في عينيها.
"أكثر من مثالية!" هتفت بريتا بحماس، قلبها ينبض بسرعة كأنه طائر حبيس في قفص. أصابعها ترتجف وهي تمد يدها لتلمس الهيكل اللامع للسيارة، وكأنها تخشى أن تكون مجرد وهم.
ابتسم باكوغو ابتسامة جانبية، وكشف عن صف من الأسنان البيضاء. "إذاً، هي لكِ." صوته كان كالموسيقى لأذنيها.
لم تستطع بريتا أن تكتم سعادتها وهي تقف بجانب باكوغو، تستلم مفاتيح سيارتها الجديدة. كانت عيناها تتألقان بالفرح، وقلبها ينبض بسرعة. كانت تشعر وكأنها تحلق في السماء، هذا الحلم الذي طالما راودها أصبح حقيقة الآن. حملت المفاتيح بإحكام، وكأنها أغلى كنز في العالم.
عادا إلى المنزل، وكانت بريتا لا تزال طافحة بالحيوية والحماس. كانت تنتقل من غرفة إلى أخرى، تتأمل كل شيء بعيون جديدة، وكأنها ترى العالم من منظور مختلف تمامًا. أما باكوغو، فكان سعيدًا لرؤيتها سعيدة. ابتسامة خفيفة لم تفارق شفتيه وهو يشاهدها وهي تستمتع بهذه اللحظة. و هاهما الآن يجلسان معًا، يشاهدان فيلمًا، لكن أفكار بريتا كانت لا تزال عائمة بين سحابات السعادة.
"خذِي"، قال باكوغو بصوت هادئ مفاجئ، عيناه تتألقان بحرارة غير معتادة. وضع وعاء الفشار في حضن بريتا بحذر، وكأنه يحمل شيئًا ثمينًا. ثم، وبحركة سلسة، ألقى بجسده بجانبها، ومد ذراعه الكبيرة ليوطد قبضته حول كتفيها بلطف. جذبها إليه في حضنه الدافئ، وابتسم ابتسامة صغيرة، وكأن هذا هو كل ما يحتاجه في العالم.
بينما كانا مستغرقين في مشاهدة الفيلم، رفعت بريتا عينيها إلى باكوغو بنظرة لامعة، وقالت بصوت هامس كأنه سر بينهما: "كاتسوكي، متى سنتزوج و نقيم حفل زفافنا!" قلبها كان ينبض بسرعة، وتوترت يداها وهي تلعب بخصلات شعره .
ابتسم كاتسوكي بخجل، وأجاب وهو يحاول إخفاء احمرار خده: "لقد خطبنا للتو، بريتا. لا يزال الوقت مبكرًا للتفكير في الزواج." صوته كان هامسًا، وكأنه خائف من كسر هذا الجو السحري الذي يجمعهما.
لكن بريتا لم تكن مقتنعة، فاستمرت في إلحاحها: "لا يهمني الانتظار! أريد أن تكون زوجي في أسرع وقت ممكن. تخيل لو جاءت فتاة أخرى وحاولت خطفك مني! قلبي لن يتحمل هذا!" عيناها كانت تتوسلان إليه، وكأنها طفل صغير يطلب حلوى.
أنت تقرأ
حــبٌ فــي مــواجهة الــزّمن || Bakugou Katsuki
De Todoبَذُورُ الْحُبِّ زَرَعَتْ فِي قَلْبِي مُنذْ نُعُومَةِ أَظْفَارِي، لَمْ أَدْرِكْ مَعْنَى تِلْكَ الْمَشَاعِرِ إِلَّا بَعْدَ أَنْ افْتَرَقْنَا، وَحَدَهُ الزَّمَنُ كَانَ قَادِرًا عَلَى أَنْ يُنْبِتَ تِلْكَ الْبَذُورَ وَيَجْعَلَهَا تَنْمُو لِتَصْبَحَ شَج...