الفصل الثاني (حافة الهاوية)

222 25 2
                                    

- (رافع) صباح الخير يا أمي أعطني قبلة من خدك المتورد.

- (رباب) صباح الخير يا ولدي أراك اليوم مبتسماً على غير عادتك فانت في الصباح صامت كأنك في جنازة أحد أحبائك.

- (رافع) بالطبع يا أمي فاليوم هو موعد أستلام النتائج وكما تعرفين أرهقتني الدراسة واليوم سأختتم رحلتي الدراسية وسيسبق أسمي لقب المهندس.

- (رباب) بالتوفيق يا بني أنت تستحق كل ما هو طيب في هذه الحياة فقلبك نقي يا أجمل المهندسين.

- (رافع) ادامك الله لنا يا قمري سأذهب الأن وعلى الأرجح سأذهب مع (سراج) صديقي لوحدنا بعد أستلام النتائج لتناول الغداء والاحتفال بهذا اليوم.

- (رباب) حسناً أنتبه لنفسك.

خرج رافع مرتدياً بدلته السوداء وقميصه الناصع البياض والخاتم بأصبع يده اليسرى (البنصر) والساعة السوداء المزينة بإطارها الفضي تناسقا مع الخاتم، وربطة العنق المكوية بشكل حاد ومستقيم، وتصفيفة الشعر كأنها مرسومة فشعره ذو لون أسود غامق يلفت النظر والعطر الذي يستعمله في المواعيد والمناسبات المهمة وضعه بشكل مبالغ به لأنه قرر أن يكسر حاجز التردد ويتحدث مع (لجين) التي طوال السنوات التي مضت هو معجبٌ بها ولكنه متحفظ عما في قلبه يخاف من ردة فعلها، فهي معروفة بالجدية والحدة في التصرفات، خصوصا لمحاولة الكثيرين التقرب منها، فأحتفظ بما يشعر في داخل قلبه

وصل رافع الى الجامعة ودخل وكأنه لا يرى أحد على الرغم من تواجد كافة الطلاب لإكمال الاجراءات الإدارية لاستلام نتائجهم فهدفه التحدث مع (لجين)،دخل الى نادي الجامعة المكتض فوجدها تجلس على طاولة بمفردها تقلب بصفحات كتاب ما لم يلمح معالمه فأختفى ضجيج النادي ومن فيه كأنهم سراب، سار رافع نحو مكان بيع القهوة وقام بالطلب من البائع بصنع كوبين من القهوة بنكهة البندق، نعم فحتى في القهوة هم متشابهان.

- (بائع القهوة) تفضل كوبين بنكهة البندق.

- (رافع) شكرا لك.

أستدار (رافع) والابتسامة على شفتيه وعيناه تتلألأ فرحاً بدأ بالسير نحو مكان جلوس (لجين) ونبض قلبه يزداد شيئاً فشيئاً مع كل خطوة وما أن وصل الى منتصف الطريق جاءت أحد صديقاتها ونهضت (لجين) من الطاولة وخرجت من النادي حتى أحس أن نبض قلبه قد توقف وذبلت الابتسامة حتى القهوة التي في يديه أحس بأنها قطع من الثلج رغم أنها ساخنة جداً والبخار يتصاعد من غطائها.

- (سراج) مرحبا صديقي رافع لما تمسك كوبين لمن الأخرى؟

- (رافع) على ما يبدو أنها من نصيبك يا سراج.

- (سراج) وفي الأصل كانت نصيب من؟

- (رافع) لا عليك الأمر غير مهم تفضل يا صديقي.

احرار ولكنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن