الفصل الخامس (الغريـــق)

157 19 3
                                    

لم تكن سوى شرفة، اعتلي حوافها لأطير يوماً بعد اتخاذ القرار

لكن الجوف كان ممزقاً حد الأحتراق الذي يحول خيوط الممزقة الى رماد لا ولادة فيها

كـعنقاء اختارت الموت دون ولادة جديدة تدفنُ نفسها تحت الثرى لتنافس الثريا في دفن الظلام لتسمح لأشراقة جديدة
لأمال الناس وتدفع أمالها ثمناً لذلك

نعم ...

نعم ...

قد يقررُ البعض التخلي عن حياتهم من اجل امل الأخرين بمليء ارادته وقد يكون سعيداً بذلك رغم احساس الوجع القاسي

فالشهاب ينير السماء لنا ولكن يكلفه هذا الأمر حياته.

*******

- (رباب) رافع بني رافع ألم تستيقظ بعد؟

خرج رافع مسرعاً من غرفته وأجاب على أمه وهو يضع يده على سور السلم

- (رافع) آه يا أمي كم أشتقت لصوتك في الصباح، مهلاً هل أشم رائحة البيض بشرائح اللحم هل هذا صحيح؟

- (رباب) هههه بالطبع أعددت لك فطورك المفضل، قم بأيقاظ أخاك الدب القطبي لتتناولا الفطور معاً.

دخل رافع الى غرفة أخيه وسحب الغطاء

- (رافع) أنهض أيها الكسول الا تشتاق الى فطورنا معاً!

- (يمام) هههه أرسلتك أمي ولم تنسى ان تنعتني بلقب الدب القطبي بالتأكيد.

- (رافع) بالطبع أيها المعتوه، هيا سأنتظرك في الأسفل فاليوم لن أذهب الى العمل أخذت يوم راحة من صاحب العمل ولدي برنامج لنا نحن الأثنان فلم يتبقى على أنتهاء عطلة الفصل الأول لجامعتك سوى عدة أيام.

- (يمام) حقققققاً سنخرج معاً!

- (رافع) بالطبع، فلقد أكتشفت أماكن شعبية عند غيابي عن المنزل ستعجبك بالتأكيد هيا قم ولا تتكاسل.

وبعد أن تناولا الأفطار صعد كل منهما الى غرفته ليغير ثيابه، أرتدى رافع ملابسه السوداء كعادته وتعطر بعطره المميز وجلس في غرفة الجلوس ينتظر يمام.

نزل (يمام) ونظر الى (رافع) بدهشة

- (رافع) ما بك ملابسي ليست مناسبة! ربما تغير مقاسي.

- (يمام) لا يا أخي ما زالت مثالية ومظهرك المميز باللون الأسود وعطرك الخشبي أشتقت الى كل هذه التفاصيل.

- (رافع) وأنت أيضا أصبحت رجلاً نكاد نكون بنفس الطول هل النوم يفعل كل ذلك؟

- (يمام) هههه اخي لا تظلمني فأنا لا أنام الا قليلاً ولكنكم تظلمونني.

- (رافع) بالطبع بالطبع نحن نظلمك يا فقمة هههه هيا بنا

- (يمام) هل أجلب لك مفتاح السيارة؟

احرار ولكنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن