احرار ولكن

المقدمــــة

محاولة شرحي لذاتي فاشلة ولا تجدي أي نفع ومن المستحيل أيضاً أن تتضح لكم شخصيتي من خلال كتاباتي فقط.

أنا روح نفخت من روح الله في هيئة ما يسمى بالجسد، ربما بعضكم رآني ويتذكر ملامحي او طريقتي في الكلام والتحرك وتصرفاتي.

والبعض الأخر قد شاهد صورةً لي أو سمع صوتي في مكالمة هاتفية او ربما مررت على مسامعه من خلال حديث دار بينه وبين شخص أخر او حتى تصادفنا في أطار العمل.

كل هذا لا يهمني فأراء الناس عني بالنسبة لي لا تسمن ولا تغني من جوع ما يهمني هو أيمان أقرب الناس بي وثقتهم وفهمهم لشخصي أنا، لا لكلام الاخرين عني.

أنا الورقة التي خلقت ناصعة وخَطت عليها السنوات بقلمها الثلم بما تهواه نفس هذا القلم ففي بعض السطور يجري القلم بسلاسة وفي بعض الأوقات يتعثر سير القلم ممزقاً لسطورها الأخرى تاركاً ندبات لا تُمحى أبداً.

ليس من المعقول ان تعرف ما يوجد خلف الستارة إلا أذا فُتحت لك وأطلعت على ما ورائها، ونفس المبدأ عندما تتعامل مع الناس لا تصدر حكماً او تعطي رأياً إذا لم تكن قريباً بالمسافة الكافية التي تعطيك الحق لإبداء رأيك بعد أن تتضح لك المشاهد والصور.

وتذكر جيداً انت لست قاضياً منصباً من عند الله لتقرر من هو الصالح ومن هو الطالح، عش حياتك كما تريد وأترك للأخرين حياتهم لست انت من ستُحاسب على افعالهم فلكل منكم صحيفة اعمال مختلفة.

خلاصة الأمر لا يهمني رأيك عني او ما الصورة التي نسجت في باطن عقلك فقط دعني وما أنا عليه، لأنك وبكل بساطة لست أنا.