الشخص الغامض الذي ظهر أمام سامي وليلى في المعبد القديم كان يرتدي عباءة داكنة تغطي معظم ملامحه. تقدم بخطوات بطيئة نحوهم، وعيناه الثاقبتان لم تتركا وجهيهما. شعر سامي بشيء من الخوف والقلق، لكنه قرر أن يواجه هذا الشخص ويعرف ما يريد.
"من أنت؟ وما الذي تريده منا؟" سأل سامي بصوت جاد، محاولًا إخفاء تردده.
أجاب الرجل بصوت هادئ ومهيب: "اسمي أمير، وأنا أحد حماة الظلال القدامى. كنت أراقبكم منذ فترة، وأعلم أنكم تبحثون عن الحقيقة وعن أسرار الكتاب. جئت لأساعدكم، ولكن يجب أن تكونوا حذرين، فالطريق الذي تسلكونه مليء بالمخاطر."
نظرت ليلى إلى سامي وقالت: "هل يمكننا الوثوق به؟"
تردد سامي للحظة، لكنه شعر بأن أمير قد يكون بالفعل حليفًا لهم. "سنستمع إليه، لكن بحذر."
ابتسم أمير ابتسامة خافتة وقال: "قرار حكيم. الآن، دعوني أخبركم بقصة طويلة، قصة ولادة الحقد، وكيف بدأ كل شيء."
جلسوا جميعًا في ركن هادئ من المعبد، وبدأ أمير يسرد حكايته. "منذ قرون، كانت مدينة الظلال تعيش في سلام بفضل جماعة حماة الظلال. كنا نستخدم الكتاب لحماية المدينة من قوى الشر، وكانت تعاويذنا تمنع أي تهديد من الاقتراب. لكن الأمور تغيرت عندما ظهر أحد الأعضاء السابقين، واسمه يوسف."
أضاف أمير: "كان يوسف أحد أقوى الحماة، لكنه طمع في القوة واستخدم الكتاب لأغراضه الشخصية. بدأ ينجرف نحو الجانب المظلم، وأصبح يبحث عن تعاويذ قوية يمكنها أن تمنحه السيطرة الكاملة على المدينة. حاولنا إيقافه، لكنه كان قد تجاوز الخطوط الحمراء."
تابع أمير: "في النهاية، قررنا نفيه من الجماعة وحظر استخدام الكتاب عليه. لكن يوسف لم يستسلم، بل بدأ في تكوين جماعته الخاصة، وأطلق عليها اسم 'أشباح الانتقام'. هدفهم كان تدمير حماة الظلال والسيطرة على الكتاب مرة أخرى."
شعر سامي بأن القصة تأخذ منحى أكثر تعقيدًا وخطورة. "وماذا حدث بعد ذلك؟" سأل بفضول.
أجاب أمير: "لقد بدأ يوسف وأشباح الانتقام هجومهم على المدينة، وبدأت حروب الظلال. كانت معارك شرسة، وكل طرف يسعى للسيطرة على الكتاب. في النهاية، نجحنا في إخفاء الكتاب في مكان آمن، ووزعنا المفاتيح والأسرار بين الأعضاء الموثوقين، ولكن بسعر غالٍ. الكثير من الأرواح فقدت، وحماة الظلال تفرقوا."
نظرت ليلى إلى أمير وقالت: "وهل تعتقد أن يوسف وجماعته لا يزالون يبحثون عن الكتاب؟"
هز أمير رأسه ببطء وقال: "نعم، وهم يزدادون قوة مع مرور الوقت. وجودكما هنا يعني أنهم سيعودون للمحاولة مرة أخرى. يجب أن نكون مستعدين لمواجهتهم."
شعر سامي بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه، ولكنه كان يعلم أن عليه الاستمرار. "ما الذي يجب علينا فعله الآن؟" سأل بحزم.
قال أمير: "علينا أولاً أن نفهم الكتاب بالكامل. هناك نصوص لم تفك شفرتها بعد، وهي تحتوي على تعاويذ يمكنها مساعدتنا في الدفاع عن المدينة. كما يجب علينا العثور على الأعضاء المتبقين من حماة الظلال وتجنيدهم مرة أخرى."
بينما كانوا يناقشون خطتهم، سمعوا صوت خطوات قادمة من الممر المؤدي إلى خارج المعبد. شعروا بأن الخطر يقترب. استعدوا جميعًا للدفاع عن أنفسهم، ولكن ما ظهر من الظلام كان مفاجأة.
دخل رجل آخر، يبدو في أواخر الثلاثينيات، وله ملامح حادة وقوية. كانت عينيه تعكسان قوة وإصرارًا. نظر إلى المجموعة وقال: "أمير، لقد كنت أبحث عنك. اسمي خالد، وأنا أحد الأعضاء السابقين لحماة الظلال. سمعت أنكم تحاولون إعادة بناء الجماعة، وأتيت لأعرض مساعدتي."
شعر سامي وليلى ببعض الارتياح لوجود حليف جديد. رحب أمير بخالد وقال: "من الجيد رؤيتك، خالد. نحن بحاجة إلى كل المساعدة الممكنة."
بدأوا جميعًا في وضع خطة محكمة لكيفية إعادة بناء حماة الظلال والدفاع عن الكتاب. كانت خطتهم تعتمد على البحث عن أعضاء آخرين، وتدريبهم على استخدام التعاويذ والأسلحة السحرية. كما قرروا البحث في الأماكن المقدسة الأخرى في المدينة للحصول على المزيد من الأدوات والمعلومات.
بينما كانوا يتحدثون، شعر سامي بأنهم قد بدأوا في تشكيل فريق قوي. كان يعرف أن الطريق أمامهم طويل وشاق، ولكن بوجود أمير وخالد وليلى إلى جانبه، شعر بأن لديهم فرصة حقيقية للنجاح.
في الأيام التالية، بدأ الفريق بالعمل بجد. قضوا ساعات طويلة في التدريب والدراسة، محاولين فهم كل تعويذة وكل رمز في الكتاب. كانوا يعلمون أن الوقت ليس في صالحهم، وأنه يجب عليهم التحرك بسرعة قبل أن يتفوق عليهم أشباح الانتقام.
في إحدى الليالي، بينما كانوا يعملون في المكتبة، جاء خالد بخبر مقلق. "تلقيت معلومات تفيد بأن يوسف وجماعته يخططون لهجوم كبير قريبًا. علينا أن نكون مستعدين."
شعر سامي بالخوف، ولكن أيضًا بالإثارة. كان يعرف أن المواجهة الكبرى تقترب، وأنه لا يوجد وقت للتردد. كان عليه أن يكون قويًا وحازمًا، وأن يستخدم كل ما تعلمه في حماية المدينة.
بينما كانوا يستعدون للمواجهة، تذكر سامي الكلمات التي قرأها في الرسالة القديمة: "احذروا من أشباح الانتقام." كان يعلم أن هذه اللحظة ستكون اختبارًا حقيقيًا له ولجميع أعضاء حماة الظلال. كانوا مستعدين لمواجهة الحقد، وولادة الحقد لن تتكرر مرة أخرى.
كان الليل يقترب، وظلال المدينة تبدأ في التحرك. كان سامي وفريقه يعرفون أن الوقت قد حان للوقوف في وجه قوى الشر، وأنه لا مجال للعودة الآن. كانوا على وشك الدخول في معركة لن تُنسى، وكانت المدينة تعتمد عليهم.
![](https://img.wattpad.com/cover/372621445-288-k417507.jpg)
أنت تقرأ
أشباح الانتقام: حروب الظلال
Misterio / Suspensoرواية "أشباح الانتقام: حروب الظلال" هي قصة غامضة ومشوقة تتبع مجموعة من الأبطال الشجعان، وهم سامي، ليلى، أمير، وإيمان، الذين يشكلون فريق "حماة الظلال" لحماية مدينتهم من تهديد غامض يُعرف بـ"الظلال". يتلقى الفريق رسالة مشفرة تكشف عن هجوم مرتقب، ويكتشفو...