صرخة البداية

4 2 0
                                    

صباح اليوم التالي، استيقظ سامي مبكرًا على صوت المنبه، لكنه شعر بأن الليلة الماضية لم تكن إلا حلمًا غريبًا. نظر حوله ليتأكد من أنه في غرفته، ولكنه رأى الكتاب القديم على الطاولة بجانب السرير، وتذكر كل شيء. كانت عيناه مثقلتين بالإرهاق، ولكنه قرر أن يبدأ يومه بعزيمة، عازمًا على متابعة ما بدأه.

بعد أن ارتدى ملابسه وتناول إفطاره بسرعة، قرر سامي أن يبدأ بالبحث عن أي معلومات قد تساعده في فك شيفرات الكتاب. توجه إلى المكتبة العامة في المدينة، والتي كانت تعتبر مكانًا مثاليًا للبحث في التاريخ والأسرار القديمة. دخل المكتبة الكبيرة، وبدأ يتصفح الرفوف المليئة بالكتب، باحثًا عن أي دليل أو إشارة قد ترشده إلى فهم أفضل لما وجد.

قضى ساعات بين الكتب والمخطوطات، حتى وقع نظره على كتاب قديم يتعلق بتاريخ المدينة وأسرارها. بدأ يقلب صفحاته بسرعة، حتى وجد فصلًا يتحدث عن أسطورة قديمة تتعلق بالظلال والأشباح، وتحديدًا عن كتاب يحمل أسرار المدينة. قرأ سامي بتركيز، وكلما تقدم في القراءة، كلما شعر بأن الأمور بدأت تتوضح له.

الأسطورة تحدثت عن جماعة سرية كانت تعيش في المدينة قبل قرون، وكانت تستخدم الكتاب القديم لحفظ أسرارها والتواصل مع الأرواح. كانت هذه الجماعة تعرف باسم "حماة الظلال"، وكانت تحمي المدينة من قوى شريرة تهددها. كان الكتاب يحتوي على تعاويذ ونصوص سحرية، وكان يُعتقد أن من يمتلكه يمكنه السيطرة على قوى الظلام والنور.

شعر سامي برجفة تسري في جسده. هل من الممكن أن يكون هو الوريث لهذا الكتاب، وأن يكون مقدرًا له أن يحمي المدينة؟ ولكن قبل أن يجيب على هذا السؤال، كان عليه أن يتعلم كيفية استخدام الكتاب وفهم محتواه.

بينما كان سامي يقرأ بتركيز، شعر بوجود شخص يراقبه. رفع نظره ببطء، ليرى فتاة تقف في الزاوية المقابلة من المكتبة، تراقبه بفضول. كانت الفتاة تبدو في نفس عمره تقريبًا، وعيناها اللامعتان تحملان نظرة ذكاء ومعرفة.

اقتربت منه الفتاة ببطء وقالت بصوت هادئ: "يبدو أنك مهتم بأساطير المدينة."

تفاجأ سامي من وجود شخص آخر مهتم بنفس الموضوع، ولكن فضوله دفعه للإجابة: "نعم، أحاول فهم بعض الأشياء عن تاريخ المدينة والكتاب القديم."

ابتسمت الفتاة وأجابت: "أنا ليلى، وقد قضيت سنوات أبحث في هذا الموضوع. الكتاب الذي وجدته هو جزء من أسطورة حماة الظلال، وهو يحمل أسرارًا لا يمكن تصورها."

شعر سامي بأن هناك الكثير يمكن أن يتعلمه من ليلى، وقرر أن يشاركها بما وجده. جلسا معًا في ركن هادئ من المكتبة، وبدأ سامي يروي لها ما حدث في الليلة الماضية، وكيف عثر على الكتاب في البناية المهجورة، وكيف شعر بأن هناك شيئًا غريبًا يربطه بالكتاب.

استمعت ليلى بتركيز، وعندما انتهى من حديثه، قالت: "إذا كان ما تقوله صحيحًا، فإنك قد تكون بالفعل وريثًا لأسطورة حماة الظلال. الكتاب يحمل قوى عظيمة، ولكن أيضًا مخاطر كبيرة. يجب أن تكون حذرًا، فهناك من يسعى للحصول على هذه القوى بأي ثمن."

بدأت ليلى تشرح له المزيد عن الأسطورة، وعن الجماعة السرية التي كانت تستخدم الكتاب لحماية المدينة. تحدثت عن الطقوس والتعاويذ التي كانوا يستخدمونها، وكيف أن الكتاب يحتوي على نصوص سحرية يمكن أن تكون خطيرة إذا سقطت في الأيدي الخاطئة. كما أوضحت له أن هناك جماعة أخرى، تعرف باسم "أشباح الانتقام"، تسعى للحصول على الكتاب لاستخدامه في أغراض شريرة.

بينما كان سامي يستمع إلى ليلى، بدأ يشعر بثقل المسؤولية التي وقعت على عاتقه. كان يعلم أن رحلته لن تكون سهلة، وأنه سيواجه تحديات كبيرة. ولكن بوجود ليلى إلى جانبه، شعر بأنه ليس وحده في هذه المعركة.

في الأيام التالية، بدأ سامي وليلى بالعمل معًا لفك شيفرات الكتاب وفهم محتواه. قضيا ساعات طويلة في المكتبة، يدرسان النصوص القديمة والرموز الغامضة. كانت ليلى تمتلك معرفة واسعة في هذا المجال، وساعدت سامي على تفسير الكثير من النصوص.

بينما كانا يتقدمان في بحثهما، بدأا يكتشفان أن الكتاب يحتوي على توجيهات لتعاويذ يمكن استخدامها لحماية المدينة من قوى الشر. كما وجدا نصوصًا تتحدث عن أماكن مخفية في المدينة، تحتوي على آثار وأسرار يمكن أن تساعدهما في رحلتهما.

ولكن كان هناك شيء آخر يثير قلق سامي. كان يشعر بأن هناك من يراقبهما، وأنه ليسا وحدهما في هذا السعي. كانت هناك إشارات غامضة، وأحداث غريبة تحدث حولهما. كان يعلم أن هناك من يحاول الوصول إلى الكتاب، وأن الوقت ليس في صالحهما.

مع مرور الأيام، بدأ سامي يدرك أن رحلته ستكون طويلة وشاقة. ولكنه كان مستعدًا لمواجهة كل التحديات، مصممًا على حماية المدينة والكشف عن كل أسرار الكتاب. كانت صرخة البداية قد انطلقت، والآن يجب أن يكمل رحلته حتى النهاية، مهما كلفه الأمر.

أشباح الانتقام: حروب الظلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن