ضوضاء حولي ، اسمع الكثير من الاصوات منهم من يصرخ و ضجيج سيارات الشرطة و الاسعاف.
جسد ضخم ينتشلني من السيارة المحترقة ، صوت بكاء امرأة في اذني يتردد على مسامعي.
مالذي يحدث هنا ، اين انا، انا ، اانا كنت في السيارة رفقة عائلتي قبل قليل ، كنا ذاهبين الى الملاهي انا متأكدة للإحتفال بعيد ميلادي اليوم بعد ان اصريت عليهم بالذهاب. يا إلاهي انا لا اريد الموت لازلت صغيرة ، انا في الثالثة لا ارجوك . أمييي....افقت من ذلك الكابوس الهث فجأة ، أكان حلم؟؟ لكن كل ذلك الألم و الصداع قطعا حقيقة.
مهلا اين انا؟ خاطبت نفسي ، ما هذا ، ما كل هذه الاجهزة و الاسلاك ، ها هذه الرائحة ، رائحة مستشفى، كل هذا في ثوان حتى سمعت صراخ امرأة و منادتها للطبيب ، اهه هذا صاخب انا لا استوعب. مالذي يحصل.
بعد مرور دقائق حضر الطبيب رفقة الممرضة يحاولون مساعدتي للاعتدال بجلستي ، يحاول تفسير حالتي واصفا اياها بالمعجزة التي يكون حدوثها مرة في الف سنة ، لما كل هذه المبالغة. سألته لماذا انا هنا لكن صوتي أبى الخروج." انت تتسائلين لماذا انت هنا اوليس؟"
هززت رأسي دالّة على موافقتي
" أنا لا أبالغ عندما أقول ان حالتك معجزة صغيرتي، لقد واجهتي الموت طوال هذه الثلاث سنوات. لقد كنت في غيبوبة إثر حادث سيارة مميت ، لقد اخرجوا جسدك ذو الثلاث سنوات من سيارة تحترق. لقد اتتيتنا شبه ميتة، طفلتي. انت معجزة بأتم معنى الكلمة، عندما اخضعناك للعملية كانت فرصة نجاتك شبه منعدمة. و لكنك نجوت لا و قد تعافيتي في اقل من ثلاث أشهر لكن ضللت في غيبوبة كل هذه المدة. الحمد لله انك أفقت، اتمنى لك كل الشفاء العاجل، اذن يجب علي الذهاب و لكن سأكون متواجدا حالما اردتني. هذه حلوى مني ، الى اللقاء صغيرتي"حسنا لقد نجح في إدخالي في دوامة من الافكار ، حادث؟ منذ ثلاث سنوات؟ غيبوبة ؟ انا؟ من انا؟ يا الاهي من انا ؟ لا اتذكر اي شيئ! حسب ما فهمت انا الان في السادسة؟
الف سؤال في دماغ تلك الطفلة الصغيرة.
اين عائلتي ؟ ايعقل انهم تخلوا عني بعد ان كنت في غيبوبة معتقدين اني سأموت؟ اكنت فتاة منبوذة ؟على ذلك الاثر دخلت امرأة تبدو في الاربعين من عمرها ، تبدو راقية الى حد ما، الابتسامة لم تفارق شفتيها و مقلتيها مليئة بالدموع المتلئلة. احتضنتي بكل رقة و حنية تارة تقبلني و تارة تمسح على شعري متمتمة بكلمات الشكر و الحمد للإلاه .
"صغيرتي ، لؤلؤتي ، طفلتي الحبيبة. الحمد لله على سلامتك ، الحمد لله، إلي ، الينورتا حبيبتي ، رجعتي الى حضني بعد ان فقدت الأمل "
أنت تقرأ
Double Faced
Casualeفقدان الأسرة شيء قاس حتى على البالغين فما ظنك بفتاة في الثالثة من عمرها ، خاصة عندما تدخل في غيبوبة تنسى فيها كل شيء فيخيل لها ان عائلتها تخلت عنها، و لكن عندما تسترجعها كيف ستتأقلم مع الخبر و خاصة انها اتنقلت للتو للعيش مع خالها الذي كان يسكن بالخا...