دائِمًا بِجِوارك

1.1K 92 101
                                    

.......
........

قَطراتْ المَاء البّاردة تَنّساب بِهدوء أَعلاه، تَنزلق ببُطئ فوقَ ملابسّه التّي تّحتضنّه بِبؤس شَديد ، مِن خُصلاتّه النّدية مُرورًا بَرقبتّه وَ كَتفيه، وَ تختفي أَسفل ملابسهْ بهدوء

جَسّدهُ مُنكمش وَ رأسه أعلى رُكبتيه، وَ صوت إِرتطام قَطرات المّاء فِي حوض الإِستّحمام يترددَ على مَسمعه بِهدوء

مُبعثر وَ حزيّن وَ كما العادة، جَسده ثابت جامد وَ ملامحه فارغة جّامدة وَ كأنّه لا يَعْرِفُ للأمّل طَريق

يُقاسي السُوءَ وَ يُعاقر الآسى بِصَمت أسّفل الماء البّارد ، كَالعادة

تِلك العَادة التّي نّهاهُ عَنّهُا محبوبه هُيونجين، مِرارًا خَشية أنّ يمّسنّه المَرض وَ يغدو طَريحَ الفِراش ، وَ هذا ما لا يُرضيّه

وَ لكنّه فَقط لا يّستطيع ، لا يّستطيع إِعتزال تِلك العادة الشَنيعة، مِهما حاولَ جّاهدًا

فَقدماهُ مِنّ فورها تّخطو بِذُل وهوان لحَوض الإِستحمام بِماءهِ البّارد ، كُلما ضّاقَ جوفهُ وَ زارهُ الشّجن وَ حبيبُ قلبّه لَيّسَ بالجِوار .

تَنّهد بِثقل أَسفل إِرتجافاتّه، شَفتّيه أُزرقت وَ مُقلتّيه قُيدت، وَ ما زالَ بائس وَ حزين

لِمَ لا تُطفئ بُرودة المّياه إِحتراقتّه، لِمَ لا تُهدَأ إِرتطامات القَطرات آصواتّه الدّاخلية

لِمَ لا يّستطيع الخُروج مِنّ دوامة الفَشل التّي تَشّدُ قبضتيها حوَلهُ

لِمَ فقط لِمَ

تَنهيدة أَخيرة مُثقلة قَبّلَ أنّ يتوقف إِنسياب المّاء وَ يّختفي صوتّ القّطرات

تِلكَ الرّائحْة الدّافئة وَ التّي يّحفظها ظَهرَ قالبْ إنتّشرت تَطغي على رَائحة البُؤس فِيّ جّوفهِ الذّي كان فَارغ مُنذ وَهلة فَقط

رَفّعَ رَأسّهُ مِن أعلى رُكبتيهْ بِهدوء، وَ عَسليتّه فَورًا أدركت حَالكِتّي رَجلهُ، وَ مَطرحُ الآمان ، هيونجين

مَلامحهْ الجامدة لانّت بآسى، مُقلتيّه الفارغة أُغرقت بالدّموع، وَ جسدهُ الذيّ كانَّ ثابت باتّ مُرتّجِفًا واهن

هُو وَ بوضوح يستطيع تَميّز نَظرة محبوبّه المُعاتبة بِصَمت، وَ يعلم أنّه أحزّنّه بِفعلتّه هَذه

فَكيّف لا يَحزن، وَ هو يّخشى أنّ تُكسر رِقتهِ مِن آوراق الخَريف المُتناثرة

أنّ يزورهْ البُؤس ولو لِوهلة
أو أنّ يّمرض فيغدو واهن مُتعب وَ متألم

وَ بِالرُغم مِن أنّ حبيبّه حَزيّن إلا أنّه لَنّ يُقدم حَتى على عِتّابٍ قَصير ، خِشيةَ الخِصام، أو رُبما أنّ يُحزن مِلاكه الصَغير

𝐚𝐥𝐦𝐚 𝐜𝐚𝐬𝐚حيث تعيش القصص. اكتشف الآن