الفصل التاسع
ميدان قتال
..................
صباح اليوم التالي كان يجلس كعادته على حافة النهر والنيران تشب بقلبه يتلاعب بالرمال يدعها تتخلل اصابعه وتسقط من كفته كما سقط هو يوما من قلب خنتاكاوس
لا يستطيع أن ينساها بهذه البساطة ولا بهكذا صعوبة، دوما جلسة الرمال تذكره بها فما بالك بعدما راها تناشده الحب وتطلب وده، ود يعرف انها ستبيعه لو هدد عرشها العالي
تبا لما لا ينساها ويستريح لما لا نتحكم بمشاعرنا بضغطة ذر لنعيد برمجة دواخلنا، يجب ان يخترعون هكذا اشياء
ضرب الرمال بقبضة يده بعثرها كما عبثا يحاول بعثرة افكاره منذ قابلها وعلي من سيضحك لقد ظل يحاول بعثرة عشقها من قلبه طوال حياته وفشل باقتدار
زارت ملامحها خياله يعشقها قوية محاربة حتي توسلها المتكبر وهي تتلاعب عليه ليبني لها هرما فقط ليبقي معها ولا يغادر وكانت غلطة عمرها حين ظنته مثلها فأغرته بمنصب ملكي، لا يفهم كيف يعشقها وهي مختلفة عنه! كيف يعشقها ويكره طبيعتها الجشعة
القي حصاة صغيرة بأقصى قوته يتمتم لنفسه :فات الأوان خنتاكاوس لقد تقدمت بحياتي وسأفعل بنجاح يوم بعد يوم
شعر بحركة خافتة خلفه فتذمر :لا أفهم حاجتك للجلوس عندي اليوم، خوفو لم يغادر القصر
سمع نحنحة أتبعها صوت متوسط الغلظة :سئمت الوقوف جوار الباب وأصلا الملك مع المنقذة وحرسه خارج الغرفة
التفت لميس كما تسميها فريدة مختصرة للاسم كنت متعجبا لعدم استنشاقي لرائحتها لكن لاحظت جلوسها عكس التيار فتمتمت :رائحة الرمال شوشت على رائحتك
عبست فانا كاذب ما يشوشني حقا هي رائحة خنتاكاوس التي تزكم انفي احبسها بصدري كي لا تفارقني
مدت كفتها العريضة نسبيا وأمسكت بحصاة ملساء تتحسسها بأصابعها وتقول :لا نستطيع التظاهر بالقوة طوال الوقت أحيانا نحتاج لوجود أحد جوارنا ننهار امامه فقط لنكون أقوى امام الآخرين
القيت ما بيدي بحنق ولفيت أواجها اريد وضع حدا لها :من الواضح أنك متأثرة بالملكة فريدة جدا وتجدين بطريقة ما مثلها اني أصلح لدور المستمع ولكنك أخطأت لا طاقة لي لاستماع شكاوى أحد
بادلتني النظر بحرج ورمشت بارتباك أمام إصراري علي مواجهتها وقالت بصوت منخفض وهي تطرق النظر :لم أكن أقصد نفسي
اظاهر الامر علي لهذا الحد؟
فارت الدماء بجسدي وفكرت بتعنيفها لكن حرجها البالغ منعني قلت بعصبية :أنا بخير ميس، شكرا لاهتمامك
