تمر الأيام سريعًا، ليبدأ كل منا التعايش مع حاله حيث كان مصاحبًا مشقات الحياة وآلامها قبل أفراحها، فلو أنك أخذت عثرات الحياة علي عاتقك لما استطعت الصمود وإكمال مسيرتك أبدًا، فلا بد من الخضوع والاستسلام للواقع فنتعايش معه، نحركه نحن ولا نجعله يسوقنا.
عادت من عملها والتي قد أصبحت متمكنة به بعض الشيء، فقد مر عليها ستة أشهر، اعتادت الأمور غريبها والطبيعي منها، أصبحت تتعامل مع الأطفال بأريحية بعض الشيء لكن مهلًا! فما كان طيب القلب أبدًا مساويًا جحود القاسي.
حنان بجمود: الحمد لله على السلامة يا دكتورة..
غيداء: الله يسلمك يا أمي... خير حضرتك شكلك محتاجة حاجة!
حنان: هحتاج منك إيه ياختي، عايزة اعرفك بس أن جايلنا ضيوف النهاردة وجايين علشانك اعملي حسابك تلبسي حاجة كويسة، وشيلي الهم اللي بتبقي مكتفة بيه نفسك دا لفي طرحة كويسة بدل ما إنتي شبه ولاد الشحاتين كدا.
غيداء: ضيوف مين؟! وانا دخلي ايه في الموضوع؟! ومالهم ولاد الشحاتين؟!
حنان: الله الله، يا سلام عليكي يا قطة طلعلك لسان اهو وبتعمليلي استجواب..
غيداء: العفو يا أمي أنا مقصدتش خالص بس الحكاية اني كنت عايزة افهم بس...
حنان: مش لازم تفهمي يا حبيبتي اعملي اللي قولت عليه وخلاص، بلاش رغي كتير.
💚صلوا علي من بكي شوقًا لرؤيتنا💚
جالسًا يتأمل سقف غرفته آملًا في غدٍ أفضل، وألا يعود الماضي الحزين ثانية...
- يا رب، يا رب أسألك عيشة هنية، وميتة سوية، يا رب أرجوك بلاش تبعدني عنك تاني، أنا ندمان علي كل اللي فات وإنت أكيد عارف وحاسس بيا يا رب، يا رب إن كانت خيرًا وعوناً لي اجعلها من نصيبي يا رب.
- أيوة اتفضل يا ابوي…
عمران: كيفك يا ولدي طمني عليك، بجالي اربع أيام مش عارف أتلم عليك..
مصطفي: معلش يا ابوي ظروف الشغل بس، انت كيفك يا حاج.
عمران: الحمد لله يا ولدي؛ أمك جالتلك علي مشوار اليوم صح؟
مصطفي: أيوة يا ابوي جالتلي، ربنا يجدم الخير يا رب.
عمران: بإذن الله العصر هنتحرك طوالي علشان نلحج نعاود الليلة..
مصطفي: حاضر يا ابوي ربنا ييسر.
💚اذكروا الله ذكرًا كثيرًا💚
ياسمين صدقيني مش قادرة، أنا أصلا رافضة قريب ماما دا من زمان من لما كان بابا الله يرحمه عايش، بابا اللي كان مساعدني وكان واقف في صفي، دلوقتي مش ليا حق الرفض خالص كدا كدا هتجوزه بجد بالاجبار.
ياسمين: طيب اهدي بس يا غيداء والله يا بنتي قابليه ممكن يطلع كويس صدقيني، بلاش تربطي فكرك كله إن مامتك عايزة تجبرك عليه.
غيداء: أنا عارفاه مش كان بيعجبني حاله خالص بجد، لا كان بيشتغل ولا بيصلي وحاجات كتير، دا غير المسافة مش عايزة ابعد كدا، وعندهم بيت عيلة أنا خائفة يا ياسمين، مش ليا أنا في جو بيت العيلة دا يا ياسمين ولا هعرف اتعامل مع الشخصيات الغريبة دي.
ياسمين بضحكة: الله يهديك يا بنتي انتي ازاي حكمتي عليهم كدا أنهم شخصيات غريبة كدا وأنه بيت عيلة يعني حياة صعبة ايه جو الافلام دا يا بنتي، غيداء صدقيني العيلة مش وحشة، العيلة والتجمع كلنا بنكون محتاجينله وبتلاقي الدفا وسطهم، ادعي ربنا يجمعك بناس تحبيهم ويحبوك، تحترميهم ويحترموك، واتأكدي إن بسبب طييتك ربنا هيجمعك بناس طيبة شبهك، دا غير إنك فعلا محبوبة وكل اللي يشوفك يحبك ويحترمك، طول ما انتي بتحبي وتقديري نفسك يا غيداء كل اللي حوليك هيقدروك، اوعي تربطي بيت العيلة بالعذاب، بيت العيلة ممكن يكون ليكي اقصي واجمل درجات الجبر والفرحة والهنا، فكري بمنطقية يا حبيبتي وطبعا استخيري ودي أساس اي حاجة ولو مش خير ربنا هيبعده عنك غصب عن اي حد اوعي تقلقي.
غيداء: يا رب يا ياسمين يا رب، خايفة اوي وقلبي تعبان.
ياسمين: هوني علي نفسك، اللي ربنا كاتبه مش هيحصل غيره.
غيداء: ونعم بالله.
ياسمين: يلا فكي وقومي جهزي نفسك لأن الناس زمانهم جايينلكم بقا.
أنت تقرأ
تجار السعادة
Ficțiune generalăياسمين؛ هذا هو اسمي الذي نسبه أبي إلي، وإن كان لا يعلم أنني سأحبه بشدة، فقد كانت أمي تعشق زهور الياسمين، حتي أنها كانت دائماً ما تحلم أن تملك حديقة صغيرة لتملأ أرجائها برائحة الياسمين الطيبة، لكن ليس كل حالمٍ موقنًا بتحقيق حلمه، فهناك من يطلبه الله...
