متوحد

3 1 0
                                    

هكذا سُميت كنت مجرد طفل بعمر الخامسة لكن لم أكن أعيش في هذا العالم لم يكن أحد يعرف ما أريد و لم أقل لأحد ما أريد كنت أريد أحداً يفهمني أمي رعتني اعتنت بي لكن لم تفهمني لا ألومها فقد أجبرت على وضعي هنا.

"هيي أنت يا متوحد هذا مكاني إنهض"
ردف  أحد الأولاد بنبرة أمر ليونغي الصغير.
يونغي"ج...جل...جلست قبلك"

"غبي تعلم الكلام و بعدها كلمني"نبس ضاحكاً بسخرية.

لست ضعيفاً لكن لن أختلق المشاكل إذا كان الأمر فقط بمناداتي بالمتوحد فلا بأس.
و أخيراً وجدت لنفسي مكاناً أجلس فيه.
أحب الجلوس أمام النافذة و مشاهدة ما خلفها كانت نقاط ضعفي هي الأصوات الصاخبة كالضجيج و الأضواء الساطعة ليس لأنني أكرهها أو أخافها لكنها تسبب لي هستيريا و لا أستطيع التحمل و لو وضعت في مكان صاخب سأصبح عدوانياً للغاية.

مرت أيام و شهور عديدة و كانت أمي تزورني دوماً أسمعها تكلمني لكنني لا أرد أكتفي بالنظر فقط كانت تأتي لتطمئن عليّ هي و الطبيب كيم إنه رجل طيب و يعتني بي دوماً صحيح أنه يعطيني أدوية بين الحين و الآخر و لكنه لن يؤذيني أنا واثق فهو وعد أمي أن يعالجني.

بالفعل بدأت بجلسات النطق و السلوك كان نطقي ضعيفاً أتلعثم كثيراً أما السلوك فأنا هادئ و حتى الآن لم أفتعل أي مشاكل مع أحد.

مرت السنوات و أنا أكبر و قد بلغت الخامسة عشر من عمري استطعت الكلام ليس احترافياً لكنني أتكلم و بقي الطبيب على تواصل معي لازال لقبي المتوحد و لازلت أعيش في عالمي الخاص ما تغير هو زيارات أمي و في الآونة الأخيرة أتت مرة أو مرتان آخر هذا الشهر أ يعقل أنها فقدت الأمل من عودتي طبيعي لكنني طبيعي فقط لست مثلهم.

سألت السيد كيم عن أمي أكثر من مرة و كان في كل مرة يتجاهل سؤالي أنا أعلم أنهما على تواصل لكن لما لم تعد هي تأتي كالسابق و هو لم يخبرني عن أمي هل تخلت عني نبذتني تركتني هنا بينهم فقط لأنني مختلف.

كل هذه الصراعات دارت في رأسي لذا ذهبت للمشرفة أردت طلب مكالمة للطبيب و بما أنني لا أحب أن ألمس أحد او أُلمس من قِبَلِ أحد لم أعرف كيف سأطلب منها ذلك.
يونغي"س...سيدتي ه..هاتف هاتف لو سمحتي"

"أوه عزيزي تريد أن تهاتف أحدهم"

هززت رأسي بنعم ناظراً ليدها التي تسللت لسماعة الهاتف و حملتها.

"من تريد"

"أمي"

"لك هذا"

ضَغَطَت على الأرقام طالبة أمي لتعطيني السماعة و بعد رنين دام طويلاً كنت سأغلق لكن الخط انفتح.

"أمي"
قمت بتكرير ذات الكلمة أكثر من مرة لكن لم أسمع سوا أنفاسها من الجهة الأخرى لا إجابة كالعادة أغلقت السماعة بانفعال ناظراً للمشرفة

𝓐𝓾𝓽𝓲𝓼𝓶 |توحد Where stories live. Discover now