بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، محمد بن عبد الله الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم طهر قلوبنا من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واغفر لنا وارحمنا، وزين الإيمان في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واهدنا إلى سواء السبيل، واجعلنا من الراشدين، ثم أما بعد:
{يَٰبَنِىٓ ءَادَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيْطَٰنُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ ٱلْجَنَّةِ} تحذير إلهي يظهر الامتداد التاريخي لحرص الشيطان وسعيه إلى إغواء البشر، وإرسالهم إلى طريق الهلاك {طريق جهنم} بئس المهاد وبئس المصير.
هذا الطريق المعوج يبدأ بخطوات، خطوات حذرنا الله سبحانه وتعالى منها بقوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}
تنبيه سماوي إلى الفخ الذي ينصبه لنا عدونا الأكبر، هي خطوة ثم خطوة، ثم تلقى في الجحيم والعياذ بالله.
لا تحقرن صغيرة .. إن الجبال من الحصى.
ولأن الحديث هنا يطول أدعوكم للقراءة في كتيب (مذنب) وكذلك كتاب (داء الإباحية) الموجودين في حسابنا؛ لتعرفوا أكثر عن الذنوب وأنواعها.
ولأن الذنب داء فإن التوبة له دواء، وإن من ما يعين على التوبة وما يقوم أركانها هو الدعاء، فليس المقصود بالتوبة هو أن ينفرد العبد بنفسه ويتمنى أن يمنع نفسه عن الهوى ويطهرها من الذنب لوحده وذاته وجهده المجرد، وإنما تكون التوبة بعونٍ إلهي وفتحٍ وتوفيقٍ رباني. ومن أبواب نيل هذا الكرم الفضيل هو سؤال المعطي من كرمه وجوده ورحمته، وهذا ما يسمى بالدعاء، فماذا نعرف عن الدعاء؟
الدعاء من أجلِّ العبادات وأحبها إلى رب البريات، وهو سمة العبودية، واستشعار الافتقار لله، والانكسار بين يديه والذلة له.
والدعاء عبادة كما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ»
وقال تعالى:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}
ومن ذلك تبيين أن الدعاء عبادة، بل هو من أجل العبادات وأسماها، وهو من الأمور التي قرن الله بذكرها وعدًا، فقال عز من قائل: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}
وإن للدعاء آدابًا كما أن له أسبابًا وموانعًا، سنشير إليها في ذكر سريع، نرجو أن يكون ذا نفع.
أنت تقرأ
ترياق الإباحية
Spiritualتوبة نصوح، خطواتٌ عملية، وهممٌ متجددة... الخطوة المحورية في تلقي العلاج بعد تشخيص العلة ومعرفة الداء هي التعرفُ على الدواء المناسب ولزومه. لهذا الداء الذي أبعدك عن الله عز وجل، وبدد إيمانك، وفتك بحيائك، وأضاع عليك دنياك وآخرتك.. إليكِ الترياق!