الفصل الثالث: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}

47 12 2
                                    

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف الحال أصدقاءنا الأعزاء؟

أسئلةٌ استفتاحيةٌ  أطرحها عليكم. من أكثر من أحببتموه وحاز على تفضيلكم واهتمامكم؟

من أكثر من أنتم مستعدون لبذل ما في وسعكم لإسعاده حتى وإن كان على حساب أنفسكم؟

وما الذي فعله هذا الشخص لينال هذه المكانة العظيمة في قلوبكم؟

قد يكون لدى الكثير منا هذا الشخص، وقد لا يكون شخصّا واحدًا حتى، بل أكثر من ذلك!
قد يكون الوالدين، الأخت، الأخ، صديق صالح.. إلخ

أريدكم أن تتذكروا وتستحضروا ذلك الشعور الذي يراودكم عند التفكير في أنكم قد كنتم حتى سببًا في سعادة هؤلاء الأشخاص، ذلك الشعور بالامتلاء والشبع حتى وإن لم تأكلوا، فيكفي شبعهم حتى تشعر أنت بالشبع سواء كان شبع البطن أو شبع القلب.

الرضا والارتياح لسعادة من تحب هي أحاسيس إنسانية قيمة، ولكن ألم يخطر على قلوبكم من قبل أن هذا الحب الأحق به عن كافة البشر هو الله سبحانه وتعالى؟ رب الناس وخالقهم؟

سابقًا عند الصغر، كان مفهوم التقوى مما يصعب علي فهمه. فالتقوى هي الخشية من الله، ولكن هل يجب علينا أن تكون خائفين من الله دائمًا؟

حسنًا، بالطبع يجب أن نخشى الله ونخاف عقابه، ولكن في رأس تلك الفتاة الصغيرة، كان الخوف هو الرعب والرهبة التي (تجبرك) على فعل أمر ما، أو التصرف بطريقة معينة..

وهذا ما كنت بفهمي البسيط لا أقبله.. فالله أعطانا ما لا يستطيع عبد إحصاءه، أكرمنا وأنعم علينا وسترنا وحفظنا، وبعد كل هذا يجب أن نشعر بالإجبار والرعب منه بدلًا من تأدية وإقامة ما أمرنا به بكل حب وتوق لرضاه؟

أجل، علينا أن نخشاه ونخشى عقابه الشديد، فالله شديد العقاب!
ولكن أليس أيضًا الأولى أن نخشى غضبه علينا؟ ونخشى أن لا نرتقي لأن نكون عبادًا صالحين له أتقياء؟

﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾ -الملك-

﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ -النازعات-

يمكن تشبيه ذلك -ولله المثل الأعلى- عندما تستشعر خيبة أمل والديك منك عندما تقوم بما نهوك عنه، فالعقاب الناتج عن ذلك العصيان مؤلم وقد يكون مخيفًا، ولكن أليس شعورهم بخيبة الأمل فيك وشعورهم بالخذلان منك مخيفًا أكثر؟
هذا بالطبع وقعه أقسى!
هل تتفقون؟

«لكن يمكن أن ترتكب تلك المعاصي سهوًا دون قصد منا، بالطبع لن نتقصد أن نغضب الله منا!»
وهذا ليس مبررًا بالطبع! فعلينا استحضار معية الله سبحانه وتعالى.

لننظر معًا لذلك المشهد، حواء عندما كانت تريد أن تقرأ القصص والروايات المخلة، هل كانت تقرأها في حضور والديها؟

ترياق الإباحيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن