الفصل الخامس: {وأقم الصلاة لذكري}

42 10 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

تحدثنا في فصلنا السابق عن محبة الله تعالى، وخشيته، والمعنى الحقيقي للعبادة إذ أنها أعظم درجات الحب والرهبة والرغبة.

وأما اليوم فنتكلم عن واحد من أهم الخطوات -إن لم يكن أهمها على الإطلاق- في رحلتنا العلاجيّة، وهو: عمل أحب الأعمال إلى الله تعالى!

في الحديث الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه:

«سأَلْتُ النبيَّ ﷺ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها...».

وهنا أريد أن أنبهك يا أختي إلى أن الصلاة ليست فقط أحب الأعمال إلى الله تعالى، بل هي أيضا تدخل الناس وتخرجهم من الإسلام بعد الشهادتين.

فقد قال الرسول ﷺ: (بيْنَ الرَّجُلِ وبيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ).

وكذلك قال ﷺ: «العهدُ الذي بينَنا وبينَهم الصلاةُ، فمَن تركَها فقد كفرَ»

وما زلت أذكر فتاة جاءت تقول لي أنها كانت تفعل إحدى الذنوب، ثم تتوب وتنقطع عن هذا الذنب مدة طويلة، ثم تخذلها نفسها وترجع إلى ذاك الذنب.. فإذا رجعت إليه بعد توبتها تيأس، وتشعر أن الله تعالى غاضب عليها ولا يحبها.. فتقوم فتترك الصلاة لأنها تشعر ألا أمل في نفسها!

يعني يا أختي.. بالله عليك، أنت تركتِ الصلاة! الصلاة! عمود الإسلام! الصلاة التي من تركها فقد كفر، انتهى! خرج من الملة! بل وجمعتِ فوق ذلك مع ذنب ترك الصلاة ذنب القنوط من رحمة الله تعالى! ألا والله قد استسلمت للشيطان شر استسلام، وقد نال منك حظا عظيما من الإضلال!

احذرن أشد الحذر من أن يساومكن الشيطان على صلاة الفريضة، وتيقني أن صلاح أمرك كله يبدأ من الصلاة.. لا تظني، ولا يخطر على بالك أبدا أنه من الممكن أن يصلح الله تعالى حالك في دنيا أو آخرة وأنت مقصرة في جانب الصلاة!

عاهدي نفسك من الآن، لن أضيع صلاة مفروضة تكاسلا وتهاونا أبدا أبدا، الموضوع موضوع إسلام وكفر.. هذا أعظم ذنب يمكن أن أعمله في حياتي! الصلاة خط أحمر لا يمكن تعديه أبدا!

وبعد، فإن الخشوع في الصلاة هو والله من أكبر الأسباب المعينة على الشفاء من داء إطلاق البصر في الحرام وذنوب الشهوات، وجميع الذنوب عمومًا!

هو والله الدواء النافع مع كل داء..

لماذا؟ أنا أقول لك!

أرأيتِ يا أختي وأنتِ تتوضئين للصلاة؟ أتعرفين ماذا يقول النبي ﷺ في ذلك؟ يقول: «إذَا تَوَضَّأَ العَبْدُ المُسْلِمُ، أَوِ المُؤْمِنُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِن وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بعَيْنَيْهِ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِن يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، حتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ»!

ترياق الإباحيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن