~02🍷~

46 1 4
                                    

~ طــردٌ مــٰحترم ~
.
.
.
.
.

"...و گم علّمتهُ نظمَ القوآفيٰ.. فلمّٱ قآل قـافيةً هجٱني..."
-معن بن أوس المزني-
.
.
.
.
.
.

... موسيقى هادئة تُعزف على كمان شابٍ حسنُ الملامح طيبُ الرّائحة يعتمر قبعةً ظريفة، و ألوان الزهور الأخّاذة المصفوفة على ذلك الرصيف تنادي الذاهب و الآتي لاستعراض جمالها و حسنها ... هناگ ... عند ذلك العمود كشکٌ للجرائد و المطبوعات ... بجانبه محلّ فيه ما لذّ و طاب من المخبوزات، تتنافس الروائح الشهيّة فيما بينها و يكون الفوز من نصيب " الكرواسون" الذي أُخرج من الفرن حديثاً فبخاره المتصاعد يؤكّد ذلك ليستوقف بدوره المارّين لتذوقه و اقتناء البعض منه ... أمّا عن ذلگ البرج فريد الشكل حديث البناء الذي يتوسط هذه المدينة، بتصميمٍ كان الأول من نوعه و اِسمٍ نُسب لصاحبه ليستقطب الناس كــٰافة ... نعم يا سـٱدة ... إنّها مدينة العشّاق ... في عصر الأناقة و البهاء ...

°°°°°°°°°°°°°°°°°°

... مع بدايات شهر أكتوبر و أواخر القرن التاسع عشر، أين تخلّت الأشجار عن أوراقها خوفاً من غضب السماء و الجو الغائم ... يترجّل الفتى العشرينيّ من عربته المفتوحة ببذلته الرّسمية داكنة اللون رمادية و يحمل حقيبته استعداداً للدخول إلى الجامعة... "جامعة السوربون"... متوجّهاً نحو قاعة المحاضرات لإلقاء محاضرته الأولى في يوم الدراسة الثاني.

"..و كما قلت آنفاً... عُذراً يا آنسة! من تكونين؟"

  - (الفتاة):" أنا الطالبة الجديدة.. مسيو دامبيير"

- (مسيو دامبيير):" لا يُسمح لأيٍ كان باقتحام محاضرتي يا آنسة، عدا عن دخولك دون استئذان و التأخّر .. بستّ دقائق"

أنهى آخر كلامه بالنظر إلى ساعة يده، فتجهّمت الفتاة الواقفة أعلى القاعة و هو بدوره يبادلها ذات النظرات الحادّة.

  - (الفتاة) بتهكّم و ابتسامة ساخرة زائفة:" أعتذر يا أستاذ على دخولي الهمجيّ ((المتأخّر)) و أشكرك على لباقتك و طردك المحترم لي!"

و ما إن أنهت كلامها حتّى خرجت مُحتقنة الوجه غاضبة و أغلقت الباب بكلّ قوة هزّت أرجاء المكان، ما جعله يرفعُ حاجباه باستغراب...

بعد أن ألقى ما في جعبته على مسامع القابعين هناك لمدّة ثلاث ساعاتٍ متواصلة خرج من القاعة بحثاً عنها، يسأل كلّ من صادفه في الطريق واصفاً إيّاها.

BLUE   زرقــٰـٱءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن