~03🍷~

38 1 0
                                    

~لقـآء الصّدف~
.
.
.
.
.
.

" أنْتِ الّتيٓ نآمَت عَلٓىٰ عَينيْکٍ آلٱفٖ الحُقوٓلٰ، ....أَتذبُلٍينْ؟"
- روٰآن -
.
.
.
.
.
.
.

...(الرجل الأصهب):" نفّذ دون جدال!"

استسلم نوي للوضع الذي هو فيه و ركب العربة و طول الطّريق و هو يمسح على رأسها الموضوعِ علىٓ حِجره، كأنّهُ يُزيل عنها ردٱء الخوف الذي اِنتقل منهُ إليها حتّى يستَكين جسدُها. اِطمأنّت جَنَباتُ الفتى لمّا رآهما متّجهان إلى المستشفى و انفرجت أساريرُه في رضا رغم الصّمت القاتل و الجوّ البارد الخانق، فسأل:

"عُذراً سيّدي الموقّر .. لگن.. ما حاجتكما بنا؟ إنّي أراكما تأخذانا إلى المشفى!"

(الرجل الأصهب) بنبرة ساخرة:" توقّف عن الاعتذار يا أُسـ..."

قاطعه (الرجل الكبير):" أنت فتى محترم يا ولدي، فرُغم نُضجِك بعيداً عن عينآي إلّا أنّ طيبتك و حُسن خُلقگ لم يتغيّرا ...فقط لو تدري كم أتوق شوقاً للُقيا والدك كما الأيام الخوالي، أو حتّى رؤيته من بعيد.."

تنهّد الرجل بحسرةٍ آخر كلامه، و انقلبت ملامحُ نوي إلى تساؤلٍ و فضول،

" هل أعرفه؟ لمَ لا أتذكّرهُ إذن؟! يمكن أن يكون أحد أصدقاء والدي القُدامى! بالطبع، و إلّا لما جاء على ذكره..."

قطع حبل أفكاره ذلك التوقف المفاجئُ للعربة أمام باب المستشفى، استدار الرجل الكبير بجذعه لـ نوي لا يُرى منه سوى عينيه اللامعتين بسبب الوشاح الذي يضعه على وجهه و قال:

" سأأتمنك عليها يا بنيّ، أما نحن فسنعود بعد قليل، اعتنِ بها جيّداً! "

طرقت الأفكار من جديد رأس نوي بينما يحمل طالبتهُ يتوجّه بها نحو المدخل. لمحه ممرض من بعيد عند مدخل المشفى، كان يبدو تائهاً مشوّش الأفكار بدون وجهة و التوتر و الخوف باديان على وجهه. أحضر الممرض نقّالاً و راح إليه يطلب منه وضعها ببطئ عليه و يخبره عن حالها، حيث لاحظ الدّم الجاف على طرف أنفها و أخبرهُ نوي بالذي حدث بينما هما يهرولان ناحية قسم الاستعجالات.

" فهمت سيدي، حالتها لا تبدو خطيرة، لكن نرجو أن لا يصيبها مكروه، و الآن اعذرني عليك البقاء و الانتظار هنا!"

BLUE   زرقــٰـٱءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن